12 سبتمبر 2025

تسجيل

نظيف طاهر

30 يونيو 2015

إن المرء دائما يحاول السعي نحو الكمال و يحثو السير إلى الارتقاء المادي والنفسي ،فإن مستقبله عند الله مرتبط بالمرحلة التي يبلغها في تقدمه ،فإذا أدركه الموت وهو في القمة كان من أصحاب الفردوس الأعلى وإن ادركه وهو في هذه اعمى حشر يوم العرض أعمى الإنسان ،ففي ساعة الغفلة قد يشتت أسرته قد يفقد عمله بساعة الغفلة قد يفقد أنصاره، لأن الحمق لا يأتي إلا بالشر والحكمة لا تأتي إلا بالخير والحكمة أكبر عطاء إلهي للمؤمن الحكمة تقلب الأشياء على ضدها، فالفقير الحكيم يغتني بمال حلال والغني الأحمق يفتقر بماله ويعود محطم النفس ،والنظيف الطاهر يكتسب محبة الناس والقذر الذي لا يعرف النظافة مكروه لدى الناس، ففي أي مكان وفي أي مجال وفي أي نشاط الحكيم هو الفائز، والله هو الحكيم، فإذا كنت مع الحكيم كنت حكيما والحكيم دائما يسلك المسلك الصحيح الكامل الذي يقتضيه الظرف، إصابة في القول وسداد في الفعل ومن الحكمة أن تعمل وفق الشرع وأن تتعرف على الله عز وجل مع نفاذ البصيرة، وهي دليل كمال العقل ويلبس صاحبها تاج الكرامة في الدنيا والآخرة، ويدرأ الله لصاحبها أبواب كثيرة من الشر، وإنها سمة من سمات الأنبياء الصالحين والعلماء العاملين، ومن الحكمة المحافظة على نظافة البدن والمكان والشارع لتكون خير البرية الذين منحهم الحكمة في القول والعمل فمن كان نظيفا بعث على هيئته نظيف، ومن كان قذرا بعث كذلك وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل الحريص على نقاوة بدنه ووضاءة وجهه ونظافة أعضائه يبعث على حالته تلك وضيءالوجه أغر الجبين نقى البدن والأعضاء.فكيف بالمرء وهو صائم يذهب إلى المساجد يتزين ليظهر أمام الناس شامة فإن الهدي النبوي يعلمنا أن النظافة من الإيمان وإن صحة الجسد وطهارته لها أثرها العميق في تزكية النفس وتمكين الإنسان من النهوض باعباء الحياة ،فإن المسلم الحق وإن كان في الغالب صحيح الجسم قوي البدن لبعده عن المنهكات والمهلكات من الأشياء الضارة الخبيثة المحرمة ولتجنبه العادات السيئة المجهدة والمنهكة والتي توهي العزيمة وتحط بالجسد ليعمل جاهدا على كسب المزيد من القوة لجسمه ،فهو يحافظ على نظافة جسمه وجمال هيئته لأنه كما أراده الإسلام شامة بين الناس يحافظ على النظافة في فترات متقاربة مستجيبا في ذلك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حث على الاغتسال الكامل والتطيب. وتبلغ عناية الإسلام في المحافظة على النظافة الأمر بنظافة الفم حدا تجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، وسئلت السيدة عائشة عن أي شيء يبدأ به الرسول الكريم إذا دخل بيته فقالت: السواك، وإنه لمن المؤسف أن نرى بعض المسلمين يهملون هذه الجوانب وإنها لمن لب الإسلام وصميمه، فلا يعتنون بنظافة أفوههم وأبدانهم وملابسهم ،فتراهم يغشون المساجد وغيرها من مجالس الذكر وحلقات الدروس والمذاكرة وروائحهم البشعة تؤذي إخوانهم الحاضرين وتنفر الملائكة التي تحف هذه الأماكن الجليلة المباركة ،ومن عجب أنهم يسمعون ويرددون قول رسول الله صلى الله عيله وسلم فيمن أكل ثوما أو بصلا ألا يقرب مصلانا لكيلا يؤذي برائحة فمه الملائكة والناس فالإنسان الحق يعتني بلباسه وهندامه ولذلك تراه حسن الهيئة أنيق المظهر من غير مغالاة ولا سرف ترتاح لمرآه العيون تأنس به النفوس لا يغدو على الناس في هيئة مزرية مهلهلة بل يتفقد نفسه دوما قبل خروجه على الناس فيتجمل لهم باعتدال فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجمل لأصحابه فضلا عن تجمله لأهله، فإن الأناقة في غير سرف والتجمل في غير صناعة وتزويق وإحسان الشكل بعد إحسان الموضوع من تعاليم الإسلام , الذي ينشده لبنيه من علو المنزلة وجمال الهيئة.