11 سبتمبر 2025
تسجيلإن الهدي النبوي، يشير إلى قضية غاية في الأهمية؛ وهي أن الأصل في الإنسان هو الإيمان بالله المعبر عنه بالفطرة، والتي يوحي أصلها اللغوي بأنه شيء خلق مع الإنسان، وركب فيه، كما تركب سائر أعضائه، وأن الإنسان إنما يخرج عن مقتضى فطرته بمؤثرات خارجية؛ من تربية وبيئة وتعليم، فقد يجد الوالدان صعوبة في التكيف مع أطفالهم، والتعامل مع كافة متطلباتهم في هذه الحياة، ولكن لا يتم ذلك إلا بإشاعة المودة والصراحة والصدق والأمانة وتعزيز الثقة بالنفس، فمتى كانت هذه المادة قوية متماسكة كانت جودة هذه اللبنة بقدر هذا التماسك، ومتى كانت رخوة طرية كانت هذه اللبنة معيبة لا تصلح للبناء، فالولد في حال الطفولة مستعد أن يتقبل كل توجيه، وهو في هذه الحالة سيستوعب كل شيء أمامه، ويختزنه في ذاكرته ثم يقلده. فالحق سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليستخلفه في الأرض ويعيش في هذه الدنيا بين حاجات يريدها، وواجبات مفروضة عليه، وأمنيات يتمناها وأحلام يسعى لتحقيقها، وتختلف هذه الغايات والأهداف من شخص لآخر لعوامل عديدة، كالبيئة والمجتمع والأسرة، فكذلك ما يتعرض له الإنسان من انحراف في فطرته، هو بتأثير خارجي، فوظيفتنا تجاه الطفل هي تقديم يد المساعدة للطفل حتى ينضج تلك الملكات، وينمي تلكم القدرات، فمع التطور التكنولوجي والتقنية الحديثة وسرعة نمو تقنية المعلومات، تغيرت بعض هذه الأهداف والغايات؛ منها للأفضل والآخر للأسوأ، لذلك أصبح للمحطات الفضائية تأثير كبير على العادات والقناعات والأفكار، وهذا التأثير أدى إلى تغير هذه الغايات والأهداف.. واستغل أعداء الفكر السليم هذه المحطات، فأصبحوا يغزون أبنائنا وأطفالنا، ويحاربونهم عن طريق المسلسلات والأفلام الكرتونية، التي نعتقد أنها مفيدة لأطفالنا، وأنها لشغل أوقات الفراغ والترفيه عن النفس، ولكنها في الحقيقة تحمل في طياتها العديد من الأهداف غير الامباشرة، التي تؤثر على عقول أبنائنا الباطنية، فينحرف سلوكهم، وتتغير وجهتهم، وتسوء أفكارهم، مما يكون له الأثر السلبي في تكوين الطفل ومعتقداته، وهي في الأساس حرب على العادات؛ سواء العربية أو الإسلامية، فيزرعون الخيال في عقول النشء وغيرها من الخرافات، وعلى صعيد الأفلام والمسلسلات يصورون العديد من الشخصيات والأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا العربية، بأنها واقعنا وعاداتنا، فمن ستر نفسه برداء الطاعة، فقد دخل حصن الله الحصين، ونوره المبين.