14 سبتمبر 2025
تسجيليرزح قطاع غزة تحت حصار خانق للعام التاسع على التوالي، دون أن تتحرك الأنظمة العربية والمؤسسات الدولية لرفع هذا الحصار الذي صنف على أنه جريمة ضد الإنسانية، وشكل من أشكال الإبادة الجماعية لنحو مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.إلا أنه ورغم هذا الصمت العربي والدولي المخزي على وضع الفلسطينيين الغزاويين في قفص وتحويل القطاع إلى أكبر سجن جماعي في العالم، يتحرك بعض الشرفاء من العرب وغيرهم في محاولة لكسر الحصار ولفت الرأي العام العالمي إلى ما يجري في هذه البقعة المنسية من العالم. وقاموا بتنظيم رحلة بحرية تشارك فيها 4 سفن على متنها عدد من السياسيين، والمثقفين، والفنانين، والرياضيين، من مختلف أنحاء العالم، وفي مقدمتهم الرئيس التونسي السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي، والناشط الأسترالي روبرت مارتين، والراهبة الإسبانية "تريزا فوركادس" والناشط الكندي روبرت لوف لايس، والنائب الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس.وليس هناك أبلغ من الكلمات التي خطها الدكتور المصنف المرزوقي على صفحته على فيسبوك عندما كتب: "أرواحنا ليست أثمن من أرواح أهل غزة".. وقال: "على مشارف غزة، جئنا لنقول لأهلنا في غزة إننا لا ننساكم مهما كان ثقل مشاكلنا في تونس. في تونس يتلقى شعبنا بكل شجاعة ضربات الإرهاب الغادرة والجبانة وتتحالف قوى عاتية من أجل إفشال أملنا بوطن حر وآمن. في تونس كما في فلسطين، نحن حلفاء أبديون في مواجهة الظلم والإرهاب، ونحن منتصرون لا محالة في هذه المعركة، بإذن الله".ولكن وللأسف، فإن سفينة ماريان في "أسطول الحرية 3" التي كان الدكتور المرزوقي على متنها لم تكمل مسيرتها باتجاه شواطئ غزة، فقد هاجمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وخطفتها على ميناء أسدود، دون أن يثير هذا العدوان الآثم والقرصنة في أعالي البحار أي إدانة عربية أو أجنبية على خطف رئيس عربي سابق وناشطين دوليين، وحتى حكومة السبسي التي تدير تونس التزمت صمت القبور، رغم أن المختطف هو الرئيس السابق. ويبرر وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون اختطاف الرئيس المرزوقي والناشطين ويقول إن هذا الأسطول "ليس إنسانيا ولم يهدف لمساعدة أحد، وأن المشاركين يهدفون لمواصلة حملة سحب الشرعية عن إسرائيل".البلطجة الإسرائيلية ليست جديدة، فإسرائيل هي كيان إرهابي يمارس القتل والإجرام والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1918 ومنذ تأسيس دولة إرهابية عام 1948 ارتكبت ما يزيد على 500 مجزرة بحق الشعب الفلسطيني، وقتلت أطفال فلسطين، وهو أمر اعترف به تقرير للأمم للمتحدة لولا تدخل الأمين العام لشطب اسمها من القائمة السوداء وهي "قائمة العار"، وهي التي صنفت "الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية" قبل أن تقوم بإلغائه بضغط من أمريكا والدول الأوروبية.البلطجة الدموية الإسرائيلية طالت ناشطين أتراكا على متن "أسطول الحرية 1" والذي شارك فيه 500 متضامن معظمهم أتراك في مايو 2010، وقتلت بدم بارد 10 متضامين أتراك وجرحت 50 آخرين عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية الإرهابية السفينة التركية "مافي مرمرة".لا تكتفي إسرائيلي بممارسة الإرهاب والقتل والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، بل تمارس القرصنة والبلطجة في أعالي البحار، كما مارست في الماضي عمليات اغتيال وقتل في لبنان وسوريا وتونس والسودان والأردن وروما وغيرها.لا يجوز الصمت على الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ولا يجوز الصمت على حصار قطاع غزة، الذي يشارك فيه الانقلابي عبد الفتاح السيسي وجنرالاته الجاثمون على صدر مصر، ولا يجوز السكوت على القرصنة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية والناشطين على متنه، ولا يجوز السكوت على اختطاف هذا الكيان الإسرائيلي الإرهابي للرئيس الدكتور المنصف المرزوقي وأسره، فليس هناك عار أكبر من هذا العار.