16 سبتمبر 2025

تسجيل

القناعة

30 يونيو 2015

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:أحيانًا نشعر بأن حياة الآخرين أفضل من حياتنا, وفي نفس الوقت يشعر فيه من ننظر لهم تلك النظرة أن حياتنا أحسن من حياتهم, فما هو السر في ذلك؟.السر هو: عدم الرضا بما قسمه الله.والسر هو: عدم القناعة.يحدث بسبب قلة الرضا والقناعة مشاكل كثيرة فمثلًا تجد الفرد غير راض عن مستواه المعيشي فيلجأ لأن يقترض الأموال ليظهر بمظهر الغني الذي يرى أنه قد فضل عليه بالمال وربما تشبع الإنسان بما لم يعط ويصبح كلابس ثوبي زور بسبب عدم قناعته ورضاه بما قسم الله له.ولن تجتمع الدنيا كلها عند أحد فالله هو من قسم الأرزاق والعافية والولد والجاه؛ فجعل واحدا غنيًّا والآخر صحيحًا والثالث ذا ولد والرابع ذا منصب وجاه بينما حرم من هذه النعم آخرين بعدله وحكمته فالشخص الراضي القنوع ينظر إلى نعم الله عليه فيستكثرها ولا ينظر إلى ما لم يعطه ولهذا كان التوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينظر الإنسان إلى من دونه؛ ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من أسفل منكم, ولا تنظروا إلى من هو فوقكم, هو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله).فإن لم تكن ذا ولد فانظر لمن حرمه الله العافية وإن لم تكن ذا مال فانظر إلى من حرمه الله الذرية، وهكذا قسم الله سبحانه وتعالى نعمه بين خلقه، غيرك من هو تحت الأرض من يتمنى الحياة فقط ليسبح تسبيحة أو تهليلة بينما أنت تتمتع بهذه الحياة التي وهبك الله إياها وتذكر:( القناعة كنز لا يفنى ).أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني وإياكم الرضا بما قسمه لنا, وأن يرزقنا القناعة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته