12 سبتمبر 2025

تسجيل

الصوم والصحة النفسية

30 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن الله أراد للصوم أن يكون وسيلة من وسائل تركيز التقوى في حياتنا وذلك هو قوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183. وللتقوى معناها في كل جوانب الحياة الإنسانية فهناك تقوى الفكر بما يمنع الإنسان للتخطيط للشر وتقوى القلب بما يبعد العاطفة من الانحراف وتقوى الجسد بتوجيه طاقاته وحركاته لتقوى الله وتقوى الصيام وصفة طبية يكتبها الطبيب لبعض مرضاه عملا بقول رسول الله صلى الله وسلم ( صوموا تصحوا).وأؤكد لكم ان الصوم علاج للنفس البشرية ومن خلال عملي في الكثير من المستشفيات النفسية لفت انتباهي ان المرضى يصرون على الصيام ويؤكدون انه علاج أيضا لكثير من حالاتهم وأنهم يشعرون بالاطمئنان والراحة والثقة بالنفس في شهر رمضان.وشهر رمضان وسيلة علاجية تأتي كل عام لتطهر النفوس من القلق والتوتر ولذلك فأننا نسمح لمضى الاكتئاب والاضطراب الوجداني وبعض حالات المرض العقلي المتحسن بالصيام لدرجة ان 40% من جملة المرضى يتمسكون بالصيام وأنهم لا يقلون عن أي إنسان آخر وهذا جزء أساسي من العلاج النفسي لان الورع والتقوى يهدآن من نفسية المريض حتى أننا نلاحظ ازدياد درجة المحبة والتعاطف والتآزر بين المرضى أنفسهم خلال شهر رمضان أكثر من أي وقت آخر ونجد المرضى في رمضان في حالة نفسية وصحية لا مثيل لها تقل كمية الأدوية التي يعتمدون عليها إلى حد كبير.إن الصيام يعتبر علاجا ايجابيا في سبيل شفاء المرضى النفسيين ووسيلة ناجحة للتخلص من جملة الأمراض واستطيع ان اجزم انه لم يكتشف إلى الآن العقار السحري الذي يحدث ذرة واحدة من هذا الأثر في علاج الأمراض النفسية فكل عقاقير الأعصاب تداوي شيئا وتفسد معه أشياء وهي تداوي بالوهم وتريح الإنسان بأن تطفئ مصابيح عقله وتخدره ( أما كلمة لا اله إلا الله ) فإنها تطلق الإنسان من عقله وتشفيه وأمراضه وتحرره من جميع العبوديات الباطلة وتنجيه من الخوف وتحفظه من الوسواس.هناك بعد كبير بين علاج النفس القرآني وعلاج النفس الغربي إن علماء النفس الغربيين لا ينظرون إلى النفس إلا من خلال العيوب والأمراض لا يفتشون إلا بالانحرافات والتشوهات والعقد ولا يقدمون شيئا ايجابيا عن النفس السوية والشيء الوحيد المفسر للسلوك عندهم هو إشباع الشهوة.ومن هنا كان الإحساس بالذنب عند ( فرويد) مرضا والتوبة نكوصا والندم تعقيدا والصبر على الأزمات برودا وقمع الشهوات كبتا له عواقب وخيمة.في حين يعلمنا الصوم ان قمع الشهوات هو شاهد على سلامة النفس وان الإحساس بالذنب علامة صحة والتوبة علاج نفسي.حيث أثبتت الدراسات النفسية الحديثة ان التوبة كما جاءت في الدين الإسلامي علاج نفسي هام.إذا إنها تعيد للشخصية المضطربة الثقة بالنفس وبالله وبالناس . ومن هنا لجأ كثير من علماء النفس الى العلاج بالتماس التوبة طريقا للراحة النفسية . كما أثبتت ان الأمراض النفسية والعصبية تصيب الإنسان الذي ابتعد عن الله وغرق في الحياة المادية وسار في طريق المعاصي . عندما يقلع الإنسان عن الذنوب يشعر بالاطمئنان والسكينة وان ثقلا ضخما كان يحمله على كاهله قد هوى.أثبتت دراسات أجراها علماء نفس (جامعة الخرطوم ) ان أكثر الناس بعدا عن الأمراض النفسية والعصبية والعقلية هم علماء الدين وأطفالهم والسبب في ذلك ان الإيمان عصمة للجسد وللنفس ودافع طيب لعمل الخير والصالحات والتي منها اكتساب الراحة الوجدانية والإنسان المتدين بعمق يرضى بما كتبه الله.والصوم من أهم الدعامات الرئيسية التي يرتكز عليها الكيان النفسي لأي إنسان، كم يقوي الصوم صحة الفرد النفسية والجسدية.