15 سبتمبر 2025

تسجيل

وزير حقوق الإنسان العراقي والكذب في ويستمنستر؟

30 يونيو 2014

يبدو أن إصرار إدارة رئيس الحكومة العراقية المنتهي الصلاحية نوري المالكي على تأطير الكذب الصريح قد تحول لإستراتيجية ثابتة في معالجة المواقف السياسية وإدارة الأزمات العاصفة التي يمر بها العراق، فهو بعد أن اتهم الحراك الشعبي العراقي السلمي المطالب بالعدالة ورفض الإقصاء والتهميش بالإرهاب ثم مارس ضدهم إرهاب الدولة بأقصى مدياته، عاد اليوم وفي ظل المطالبات الغربية الواضحة والصريحة له للتنحي وإيجاد مخارج سلمية للأزمة الطاحنة في العراق، ليكذب من جديد، وأين؟ في مجلس العموم البريطاني ومن خلال وزيره الباشمهندس أركان حرب محمد شياع السوداني والذي يتولى وزارة لا وجود لها ميدانيا على أرض الواقع وهي مجرد صوت أكثر من صورة ولم تحقق أي إنجاز أو تؤكد أي حقيقة أو تدعم أي حقوق!، المهم أن الباشمهندس حاول وفي برلمان وستمنستر البريطاني العريق تسويق مواقف حكومته المعادية لحقوق الإنسان العراقي والطائفية الرثة في مواقفها والعدوانية في توجهاتها وتصويرها على كونها ضحية للإرهاب الداعشي وأنها مجرد حمل وديع في مواجهة ذئاب كاسرة، متناسيا جملة من الحقائق الدامغة والحوادث المريعة وأبرزها أن تلك الحكومة بالذات هي من تدعم الميليشيات الطائفية الإرهابية التي تمارس القتل والغدر علنا وليس تورية، واستعانة الرفيق جواد (نوري) المالكي بعصابات العصائب وكوادر حزب الله وأبو الفضل وجيش المختار وغيره من الجيوش والعصابات الطائفية الإرهابية معروفة وموثقة، كما أن حديث الوزير عن الديمقراطية العراقية التي لم يخلق مثلها في البلاد منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 هي ديمقراطية الفوضى الزاعقة ولم يأت بها العراقيون نتيجة لنضال وكفاح شعبي، بل كانت حالة مفروضة أمريكيا استفاد منها الجانب الإرهابي الإيراني والذي طوعها وشوهها وحرفها لتناسب أغراضه تحت دعاوى الأغلبية والمظلومية وبقية الترهات؟ والطريف أن شياع السوداني يتناسى حقيقة أن من يقود العملية السياسية في العراق ليس أحزاب ديمقراطية حقيقية، بل إنها مجرد تجمعات طائفية شمولية تحتقر الرأي المخالف وتناصب قيم الحرية الحقيقية العداء ولا يجمعها أي رابط سوى الاستفادة من الحالة العراقية الشاذة في ممارسة النهب السلطوي ومحاولة الهيمنة الكاملة على العراق تدريجيا؟ وإلا أين كانت تلكم الديمقراطية حينما كشف الأمريكان عن السجون السرية ومعامل التعذيب في بغداد التي كان يشرف عليها الوزير المجلسي باقر صولاغ المعروف (بالدريل)؟ . ثم أين توارت ديمقراطية الوزير شياع وهو يتابع تهكم سيده المالكي على المعارضة الشعبية ويصفها بأقذع الأوصاف كالفقاعات ويهددهم بالإنهاء أو الانتهاء؟ وأين أضحى مصير ديمقراطية الطائفيين وهم يطلبون العون والمساندة من طائرات المجرم بشار أسد في قصف العراقيين الأبرياء؟ وهل يتصور الرفيق شياع السوداني بأن الرأي العام البريطاني أو الأوروبي يصغي لكلامه أو يحترم تعهداته وهو العالم والعارف بتفاصيل ما يدور في العراق من استبداد سلطوي وتسلط إرهابي وتنشيط سلطوي لعناصر الفتنة الطائفية المريضة وتجييش للمدنيين وفرض حالة العسكرة على المجتمع العراقي وتهيئة كل أسباب الحرب الأهلية والطائفية التي يتصورون أنها ستنقذهم من مصيرهم المحتوم؟ نعم الجماعات الإرهابية ترتكب المجازر الشنيعة وذلك ليس بالأمر الجديد؟ ولكن من هي تلكم الجماعات؟ هل هي ما يسمى بداعش فقط؟ أم أنها تلك التي فجرت مراقد الأئمة في سامراء وارتكبت فظائع في بهرز في ديالى وضد محتجي الحويجة السلميين أو ضد أهل المدن العراقية الآمنة في غرب العراق من المدنيين البسطاء؟ وهل نسيتم جرائم العصابات المرتبطة بمكتب القائد العام وهي معروفة وقد أشرنا إليها في بداية الموضوع؟ هل نسيتم جرائم قتل الضباط والطيارين العراقيين السابقين؟ هل تناسيتم تفجير المساجد وعمليات التطهير الطائفية في جنوب العراق على يد ميليشيات القتل الإيرانية التابعة للقائد العام؟. من حقكم ومن طبيعتكم الكذب البواح والصريح، خصوصا وأنتم تتبعون لقيادة من أطلق عليه الشعب العراقي لقب الكذاب! ولكن هذا الكذب سيكون ذا أبعاد مثيرة للسخرية وهو ينطلق من إحدى قاعات مجلس العموم البريطاني في ويستمنستر!! فالرفاق الإنجليز يعرفون البير وغطاه في العراق! ومحاولة شياع السوداني استغفالهم هو قمة المهزلة لحكومة فاشلة لم تقدم للعراق والعراقيين سوى المهازل الدموية المتنقلة.