16 سبتمبر 2025

تسجيل

مكانة الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

30 يونيو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أكرم الخلق وحبيب الحق، لم يُرَ في الوجود نفسًا أسمح، ولا عقلاً أرشد، ولا طبيعة أجود، ولا فطرة أزكى منه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، كان الحلم والعفو من سجاياه، وتحمل العنت والصبر على الشدائد من خلقه ومزاياه.ضرب المثل الأعلى في كل الميادين، فهو الراكع الساجد، وهو الغني الزاهد.. في الحرب أسد هصور، وفي السلم رحيم غفور. زوجٌ مخلص، وأبٌ حانٍ، وجدٌ عطوف، وصهرٌ لبيب. تخلَّق بصفات ربه، فكان العدل أنزل أحواله .. صفح عن المسيء وبادله بالسوء إحسانًا، لم ينسَ الأرملة واليتيم والمسكين، ولم يتكبر على الضعيف والفقير والعاجز. آذاه قومه فصبر، وأدموا قدميه فغفر، وناصبوه العداء فلم يعْدُ أن قال: ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)).آذَوْه في نفسه وأصحابه وآل بيته، فلما مكنه الله منهم قال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))صبر على شظف العيش وقلة المأكل والملبس، ورضيَ أن يعيش بين أصحابه كأحدهم. كانت نفوس الملوك والزعماء تتوق إلى الملك والزعامة، وإلى ملذات الدنيا وشهواتها، وكانت نفس رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ترنو إلى الآخرة.عبَدَ الله حتى تورمت قدماه، وبكى من خشيته ومن لذة المناجاة، لم يُعرف له ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وقت راحة أو ساعة دَعَة، ولم يُؤْثر عنه أنه ضحك مِلء فيه وقلبه، وإنما هي ابتسامات تكشف عن ثناياه ونواجذه.فهو يؤم المصلين، وينشر العلم، ويستقبل الوفود، ويدعو المشركين، ويجهز السرايا، ويعبئ الجيوش، ويقسم الغنائم، ويوزع الزكاة، ويطعم الطعام، ويعود المريض، ويتبع الجنائز، ويتفقد الغائب، ويتحمل عن المدين، ويلاطف الأسير، وينصت للمتكلم، ولا يدع يده من يد من يصافحه حتى يدع الآخر. يرعى حقوق أزواجه، ويهتم بأمور ذريته.. يصلح نعله، ويرقع ثوبه، ويكون في مهنة أهله.فتحت عليه الدنيا فكان نصيبه منها كأحدهم، وكان يهرب منها قائلاً:((مالي وللدنيا)) لم يُعرف له حاجبٌ يمنع الناس عنه، ولم يكن لصيقًا بالمترفين والأثرياء دون سواهم؛ بل كان الضعيف والفقير واليتيم وذو الحاجة أقربَ الناس إليه، فبأبي أنت وأمي يا رسول الله، فداك روحي ودمي، ما أعظمك وما أجَلَّك، اللهم آته الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.يقول رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو))لقد اصطفاه الله واختاره على علم على العالمين، فجعله خاتم رسله، وأنزل عليه آخر كتبه، وخصَّه بالشفاعة العظمى، وأجزل له عطاءه، ورضي له دينه، ويسر عليه شرائعه، كما قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أُعطيت خمسًا لم يُعطَهن أحد قبلي: كان كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى كل أحمر وأسود، وأُحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وجُعلت لي الأرض طيبة وطهورًا ومسجدًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة صَلَّى حيث كان، ونُصرت بالرعب على العدو بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة)).