19 سبتمبر 2025

تسجيل

الفصل المتوهم بين القبة وباقي المسجد

30 يونيو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من أهم المخاطر التي تهدد قبة الصخرة أيضا: الفصل المتوهم بينها وبين باقي المسجد الأقصى المبارك لدى بعض الباحثين. فهم يظنون أن القبة مسجد منفصل عن المسجد الأقصى، ولا يدركون أن المسجد الأقصى اسم لكل ما دار حوله السور من مبان مسقوفة وساحات مكشوفة، وأن مبنى القبةيمثل أحد هذه المباني ويقع في قلب ساحات المسجد التي تبلغ مساحتها 144 ألف متر مربع. ولعل هذا الفصل المتوهم يرجع إلى اهتمام المؤرخينبذكر مآثر الفاتحين الأيوبيين ثم المماليك في تعميرها لإزالة ما أحدثه الصليبيون بها أثناء الاحتلال. فنلاحظ، مثلا، أن الكاتب العماد الأصفهاني (ت 597ه)، في "الفتح القسي في الفتح القدسي"، أفرد للقبة فصلا مستقلا يتحدث عن تطهير صلاح الدين لها بعد الفتح الثاني للمسجد الأقصى. ورغم تخصيص هذا الفصل لقبة الصخرة بعد الحديث عن تطهير محراب المسجد الأقصى (الواقع في المصلى القبلي الرئيسي)، لم يغفل الكاتب ذكر كونها جزءا من المسجد المبارك، فقال متحدثا عما قام به السلطان صلاح الدين فيها: (ورتب لهذه القبة خاصة وللبيت المقدس عامة قومة لشمل مصالحها ضامة، فما ترتب إلا العارفون العاكفون، القائمون بالعبادة الواقفون.) وكان من مظاهر الاهتمام بالمسجد الأقصى عامة وبقبته خاصة قبل الفتح الثاني وبعده أن ألفت كتبكثيرة في فضائل البيت المقدس تضمن بعضها أحاديث ضعيفة تنسب لصخرته خصائص غير صحيحة. وقد أدى هذا إلى قيام بعض العامةبمخالفات لا أساس لها من الشرع عند الصخرة، وهو ما استدعى، بالمقابل، اهتمام العلماء بالتحذير من أية تجاوزات في تقديس الصخرة.من بين من حذروا من المغالاة في تقديس صخرة بيت المقدس: شيخ الإسلام "ابن تيمية" (ت 728 ه) فقال في فتاواه: والعبادات المشروعة في المسجد الأقصى هي من جنس العبادات المشروعة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره من سائر المساجدإلا المسجد الحرام، فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد الطواف بالكعبة واستلام الركنين اليمانيين وتقبيل الحجر الأسود. وأما مسجد النبي والمسجدالأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يطاف به ولا فيها ما يتمسح به ولا ما يقبل. ومع التحذير من التجاوز في تقديس الصخرة خصوصا، والمسجد الأقصى عموما، اهتم العلماء منذ العهد المملوكي بالتحذير من إطلاق لفظ "الحرم" على هذا المسجد المبارك. من هؤلاء العلماء: عبدالله بن هشام الأنصاري (ت 761 ه) والذي أورد في كتابه "تحصيل الأنس لزائر القدس": "ومما سمعته من كبار أهل البلد أنهم يقولون:. حرم القدس فيحرمون ما أحل الله افتراء على الله ونعوذ بالله من الخذلان".وممن حذر من استخدام كلمة الحرم أيضا صاحب "مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام" (ت 765 ه). فبعد أن أورد عددا من أسماء المسجد الأقصى والمدينة، منها بيت المقدس، والقدس، والأرض المقدسة. قال: "والزيتون أيضا يقال لمسجد بيت المقدس، ولا يقال له الحرم، فاعلم." ورغم أنه أوردالكثير من الأحاديث والآثار في فضل الصخرة، إلا أنه حرص على بيان حالها من صحة وضعف.