12 سبتمبر 2025

تسجيل

الرجل لا يعيبه شيء

30 يونيو 2013

الخطأ: معناه شيء مرفوض لا يتقبله الشخص لا على نفسه ولا على غيره، مهما كانت الاسباب التي أدت الى ارتكاب هذا الخطأ. في مجتمعنا يختلف معنى الخطأ، حيث ان الرجل الذي يرتكب الخطأ لا يعُاقب كما تُعاقب المرأة، وتأتي الاقاويل والكلمات الجارحة في حقها، بالرغم ان الخطأ الذي وقعت فيه نقول انه قد كُتب لها ولا حول ولا قوة الا بالله، صحيح انه مهما كانت الاسباب التي دفعت المرأة لارتكاب الخطأ، ومهما كانت الاسباب التي دعتها لفعل ذلك الخطأ، الا انني لا اعتبرها مبررات للخطأ، فلو كانت كل امرأة تطأ برجليها باب الخطأ وتدعي انه لا يفهمها احد، لكان الخطأ هو احدى الوسائل المتبعة للتنفيس عما بداخلنا. في مجتمعنا لا يُرى الخطأ الا عندما تمارسه امرأة، وهذه حقيقة لا ينكرها احد، فالمجتمع الذي تربينا عليه يحتم علينا عاداته وتقاليده ونظرياته الناقصة الظالمة، وافكاره السخيفة، وقوانينه التي اكل عليها الدهر وشرب، اي دين يغفر للرجل زلاته ويعاقب المرأة بوصمة عارٍ تلحقها مدى الحياة، عنجهية شرقية (اللهم يا كافي). بين ايدينا ملف كبير لافت للانظار ان الشباب يخطئ بحجة انه لا يعيبه شيء، وهذه هي المصيبة بحد ذاتها، حلال على الرجل حرام على المرأة، وليس الانسان معصوما عن الخطأ ولكن يجب ان يكون هناك قانون يعاقب الطرفين. مثال بسيط: ذئب من الذئاب البشرية اوقع باحدى الفتيات العفيفات، ثم تركها بعدما طبع في احشائها جنيناً من المفروض ان يحمل اسمه، ولكنه هرب من مواجهة الواقع وبدأ يلعب من هذه وتلك بحجة (انه لا يعيبه شيء)، اما هي ففي مأساتها تعيش، بجروحٍ تنزف لا مضمد لها، قد تظل في بيت والدها للابد، طُبع على اسمها (بالعاهر)، حلمها بالزواج والزوج الصالح اندثر، فماذا بعد؟ اليس من الصواب ان يعاقب ايضاً من يقال عنه (لا يعيبه شيء)، اي انصاف هذا يا مجتمعنا؟ لحظة: الرجل والمرأة ان أخطآ فيجب ان يكون العقاب واحدا لانهما مشتركان في الجريمة والخطأ، ومتساويان فيها (لكن من يُفهم مجتمعنا المتخلف)، ونلاحظ ان الرجل الشرقي المعاصر والمتحضر هو من وضع نفسه تحت خظ (الرجل لا يعيبه شيء)، والسبب يرجع الى طمعه لأن تُغفر زلاته وعثراته، الا سُحقاً لهذا التمرد والتكبر غير المقبول (وتذكر كوني انثى) اقول لك انك تستحق العقاب اكثر من المرأة، ولو كنت قاضياً لحكمت عليك بالاعدام، او بالمؤبد خاصة في قضايا تتعلق بشرف فتاة بريئة، ليس دفاعاً عن المرأة فحسب ولكن قهراً من التفكير السخيف الذي يحكم حُكماً ظالماً. نقطة: الى متى والمجتمع يجعلنا نعيش تحت قوانينه غير المرغوبة؟ قوانين ليتها لم تظل سائدة الى يومنا، هناك فعلاً بعض الامور التي يجب مراجعتها قبل ان يحل علينا غضب الله تعالى. بصمة: ايها الرجل المتكبر بقوتك، تذكر ان كل كبير فهناك من هو اكبر منه، فلا تتمادَ في غبائك وتصرفاتك المعتوهة وتخطئ بحجة انه لا يعيبك شيء وتذكر ان الفتاة قد تتوب ويرتفع اسمها في الملأ الاعلى وقد تكون افضل منك، فاتق الله وحاسب نفسك قبل ان تُحاسب يا من تدعي انه (لا يعيبك شيء)، وفي نظري العيب كله لم يأتِ الا منك. دقيقة: اقصد بمقالتي بعض الرجال وليس الكل، فلغة التعميم اعتبرها للحمقى فقط.