15 سبتمبر 2025

تسجيل

المتعافون من الإدمان

30 يونيو 2012

دائماً ما كنا نقول إن الله العلي القدير يقبل ويفرح بعبده التائب حتى لو أتى بملء الأرض ذنوباً وخطايا ولكن البشر لا يغفر، منهم الكثير ودائماً ما كنا نقول إن الذين ينالون عقابهم يموتون ألف مرة كل يوم وهم يبحثون عن عمل شريف بعد أن خرجوا من السجون، وكذلك ذكرنا في أكثر من مقال أن المجتمع يظل ينظر بعين ريبة وتوجس إلى المتعافين من الإدمان مع أنهم في حاجة ماسة إلى دعم المجتمع لهم حتى لا يعودوا إلى ما كانوا عليه. وكنت أقول في أكثر من مقال سابق إن هؤلاء في حاجة ماسة إلى من يأخذ بيدهم حتى ينخرطوا مرة اخرى في المجتمع كمواطنين صالحين، وقد أثلج صدري احتضان الدوحة الأيام الماضية لأول ملتقى خليجي للمتعافين من الإدمان، حيث اتفق القائمون عليه على عقده بشكل دوري سنوي في إحدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهذا في حد ذاته إنجاز يحسب للمنتدى ويحسب لقطر السباقة إلى الخير ودعم كل من يشعر بظلم وغبن. وأكد المشاركون في هذا الملتقى أهمية هذا الحدث الخليجي لإبراز دور المؤسسات والمراكز المتخصصة ببرامج التعافي من الإدمان والتشجيع عليها وتحفيز المدمنين للتسجيل بمراكز العلاج والتأهيل. ولمن لم يتابع هذا الحدث المهم جداً فقد نظمت هذا الملتقى على مدى خمسة أيام مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية من خلال مركز "أرشدني" التابع لها والمتخصص في توعية وتأهيل المدمنين. وفي حفل الختام قال السيد علي عبد الله السويدي المدير العام لمؤسسة عيد الخيرية إن الملتقى الأول من نوعه نجح في استقطاب عدد كبير من مراكز العلاج والتأهيل والجهات ذات العلاقة من دول مجلس التعاون إلى جانب الخبراء والمتخصصين مما أثرى العمل وساهم في التوعية برسالة هذه المراكز والمؤسسات والتأكيد على دورها الحيوي في المجتمع. وأضاف أن الملتقى كان فرصة مهمة للعمل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وتقوية التنسيق والتعاون بين المراكز والمؤسسات المتخصصة في مجال مكافحة المخدرات إلى جانب تبادل الخبرات. وآخر المستجدات حول طرق الناجحة للتعافي. من جهته أعرب الشيخ سلطان العتيبي المدير العام لمركز "أرشدني" عن سعادته بنجاح الملتقى، وما تضمنه من أوراق عمل ومحاضرات ودورات تدريبية قدمها نخبة من الخبراء المتخصصين في مجال مكافحة المخدرات والتعافي منه. وكما ذكر فقد شارك في هذا التجمع الذي أقيم بقبة "أسباير زون" أكثر من 200 شخص يمثلون جهات حكومية وأهلية خليجية معنية بمكافحة المخدرات ومراكز علاج وتأهيل المدمنين إلى جانب عدد من المتعافين من الإدمان من دول مجلس التعاون. وتضمن الملتقى ورشا ودورات تدريبية عن أفضل طرق العلاج واستعراض أوراق عمل عن أهم التجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال والوقوف على أحدث أساليب التوعية للحد من الإدمان. ووزعت في الحفل الختامي للملتقى جوائز (ذهبية وفضية وبرونزية) لأفضل المراكز أو المؤسسات الخليجية التي حققت إنجازات في مجال مكافحة المخدرات وتأهيل المدمنين. كما احتفل مركز "أرشدني" بما حققه من إنجازات والاحتفاء بـ 20 من المتعافين الذين أشرف على تأهيلهم وفق برنامج تأهيلي علمي حديث. جدير بالذكر أن مركز "أرشدني" الذي افتتحته مؤسسة الشيخ عيد الخيرية في يونيو من العام الماضي مركز غير ربحي، يقدم خدمات استشارية وتأهيلية وتدريبية ووقائية وفق أحدث البرامج العلمية، ويعمل على إقامة الشراكات الفعالة مع المؤسسات والهيئات المحلية الإقليمية العالمية المختصة بمعالجة مشكلات الإدمان. ويطمح المركز لأن يكون ضمن أفضل 30 مركزاً على مستوى العالم بحلول عام 2030، وذلك وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030، وذلك من خلال تحقيق أكثر النتائج الإيجابية. وأخيراً لابد من شكر وزارة الداخلية التي أقيم الملتقى تحت رعايتها كذلك الشكر لمؤسسة الشيخ عيد بن محمد الخيرية وكافة القائمين عليها وعلى الملتقى لأنهم قد أصلوا فكرة ناجحة ومفيدة لكافة الشباب الخليجي واني اطمح لأن يكون الملتقى على المستوى العربي لان الشباب العربي بحاجة ماسة إلى مثل تلك التجارب الناجحة والمميزة ولقتل الفكرة الشيطانية التي يروجها أعداء الدين والأوطان بأن المدمن لا يتعافى مطلقا مع أن الإرادة والإيمان ومد يد العون كفيلة بالعلاج التام الناجع بإذن الله وسلامتكم.