16 سبتمبر 2025

تسجيل

في يومين!

30 مايو 2024

ثلاث كوارث كبرى في يومين. * الأولى هي الاعتداء بالغارات على مخيمات اللاجئين في رفح من قبل الصهاينة يوم الأحد الماضي السادس والعشرين من مايو الجاري. المخيمات التي نزح إليها من أمروهم بالنزوح من غزة، فمات العشرات حرقا وأصيب الآلاف. يحدث هذا رغم قرارات محكمة العدل الدولية بإدانة نتن ياهو دراكيولا العصر الحديث. ولا يتعظ الصهاينة باستمرار الفلسطينيين في المقاومة، ولا استمرار الاحتجاجات في العالم علي ما يفعلونه من مذابح لأهل غزة، ولا اعتراف ثلاث دول أوروبية هي أسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين. يستمر الصهاينة في ممارسة مرضهم النفسي بإزاحة محارق هتلر وأوروبا لهم على الفلسطينيين! * الثانية هي استشهاد جندي مصري على حدود رفح المصرية صباح اليوم التالي الإثنين، في قتال قيل إنه بين الصهاينة والجنود الفلسطينيين، وقيل إنه بين الصهاينة والجنود المصريين. قيل أيضا إن الذين استشهدوا اثنان، ضابط وجندي مصريان، لكن موقع «ما تصدقش» نشر اسم الجندي الشهيد وهو عبد الله رمضان، وكتيبته وموقعه على الحدود المصرية. * الثالثة جاءت في مساء اليوم نفسه الإثنين، وهو حكم محكمة جنح الاستئناف بتأييد الحكم السابق بالحبس سنة مع الأشغال، على أحمد الطنطاوي البرلماني السابق، الذي حاول استكمال التوكيلات الخاصة للترشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة نهاية العام الماضي، فأغلقت أبواب مكاتب التسجيل بالشهر العقاري أمام مريديه، وطبعا لم يعطه أعضاء مجلس الشعب أي توكيلات كما أعطوا لغيره. صدر الحكم عليه وعلى مدير حملته محمد أبو الديار وواحد وعشرين من أعضاء الحملة. الحكم جاء من محكمة الاستئناف، وهذا يعني أنه نافذ حتى يتم النقض وهم في السجون. كلنا نعرف أنه حين عجز أحمد الطنطاوي عن تحقيق العدد المطلوب من التوكيلات له من مكاتب الشهر العقاري، بسبب منع مريديه الذي رأيناه جميعا، لجأ إلى الحراك الشعبي، وهي عمل توكيلات غير رسمية من الناس في الشوارع، وكان واضحا أن ما يفعله وحملته ليس إلا وسيلة ضغط لتحريك الماء الراكد، وفتح أبواب مكاتب الشهر العقاري المغلقة، لكن تم اعتبار هذا الحراك السياسي عملا غير قانوني، وترتب عليه الحكم في أول درجة، ثم تأكيده في محكمة الاستئناف. لقد حدث ذلك من قبل في مصر بعد الحرب العالمية الأولى عام 1919 حين رفضت إنجلترا سفر سعد زغلول ورفاقه ممثلين للشعب المصري إلى مؤتمر باريس لحق تقرير المصير، وتم القبض على سعد ورفاقه ونفيهم إلى مالطة، فاشتعلت ثورة 1919 وقام الشعب بعمل التوكيلات في الشوارع لسعد ورفاقه كوفد رسمي يمثل مصر والمصريين، مما جعل إنجلترا تعيد سعد ورفاقه من المنفى، ويسافرون إلى باريس للعمل لتحقيق الاستقلال.. كانت التوكيلات وسيلة ضغط كبرى على الاستعمار البريطاني وتفجرت الثورة، ولم يكن أحمد الطنطاوي يطمح لأكثر من ضغط فيتم فتح مكاتب الشهر العقاري. *** ثلاثة أحزان إضافية لما حولنا، جعلتني أتساءل ألا يوجد ما يدعو إلى الفرح في هذه البلاد. ثلاث ضربات في يومين جعلتنا ننسى ما فعله جمهور النادي الأهلي في نهائي أبطال أفريقيا مع الترجي التونسي يوم السبت، حين هتفت جماهير النادي بالنصر لفلسطين، ووقفوا بظهرهم في اتجاه الممثل محمد رمضان الذي جاء يفتتح المباراة بالغناء، وقد أخذوا شكل حنظلة الفلسطيني في رسوم ناجي العلي. *** ثلاث ضربات الأولى سيكون لها مردودها بين شباب العالم، بينما نحن في حالة حصار من النظم السياسية، والثانية لا نعرف ماذا سيحدث بعدها، وكيف سيأتي حق شهيدنا، أما الثالثة فهي تثير أسئلة مثل هل هناك أمل في أي حوار وطني؟