وعدت يا قرقيعان من جديد لعام 1439هجري

ومضى أسبوعان من رمضان أي باقي النصف الآخر ونقول لكم وداعا رمضان وأهلا بالعيد أي إنه فعلا أيام معدودات وقد مضت سريعا ونحتسب الأجر إن شاء الله في هذه الأيام الفضيلة، واليوم الاربعاء يحتفل اطفالنا بليلة القرنقعوه وفي اثناء تصفحي الفيس بوك جاءتني رسالة من يومين لزميلتي دكتورة في صحة ونمو الطفل النفسي تخبرني بأنها تقوم بالبحث والدراسة عن احتفالات الأطفال في رمضان واختارت دولتنا الحبيبة قطر فأخبرتها باحتفال الاطفال في دولتنا الحبيبة ودول الخليج العربية الشقيقة بليلة النصف من رمضان فهي ليلة تعتبر من الارث الشعبي القديم، واصبحت من العادات والتقاليد التي لم تنته وانما استمرت حتى يومنا هذا، لأن بعض احتفالات الاطفال انتهت وانقرضت، وقد كانت قديما يحتفل بها مثل (النافلة) وهي ليلة النصف من شعبان واحتفال (الحيه بيه) وهي الليلة قبل عيد الاضحى المبارك. وسأخبرك عن مظاهر احتفالات الاطفال في النصف من رمضان، انهم في هذه الليلة بعد الافطار وصلاة المغرب مباشرة تقوم الفتيات الصغيرات بارتداء الملابس التراثية الشعبية القديمة مثل (ثوب النشل – البخنق – ودراعات الزري القديمة بالإضافة الى الذهب القديم" يلبسنه يتزين به على رؤوسهن وصدورهن وأيديهن وأرجلهن، اما الفتيان فيرتدون ملابس الرجال الشعبية مثل (البشت والغترة والقحفية والعقال والصديري) ويقوموا كل منهم بإمساك أكياس من الأقمشة المختلفة يوضع بداخلها المكسرات والحلوى التي يستلمونها من اهالي الفرجان اثناء انتقالهم بين منازل الفرجان فهم يدخلونها مع ترديد اهازيج خاصة بهذه المناسبة وتختلف كلمات وتعبيرات هذه الاهازيج من دولة خليجية لأخرى والمعنى اللغوي الصحيح لـ"القرنقعوه" أو القرقيعان هو "قرة العين في هذا الشهر". فالقرة هي ‏ابتداء الشيء وبمرور الزمان تحورت الكلمة وصارت تُنطق "قرقيعان" هذي كلمات أغنية القرنقعوه التي يرددها أطفالنا في قطر: (قرنقعوه قرقعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يالمعمورة عطونا من مال الله يسلملكم عبدالله قرنقعوه قرقعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يالمعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة عطونه دحبة ميزان سلملكم عزيزان يا بنيه يالحبابه ابوج مشرع بابه باب الكرم ماصكه ولاحطله بوابه قرنقعوه قرقعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يالمعمورة) فما اجمل اطفالنا حين نرى الفرح والسرور والسعادة حين يتنقلون ومعهم أكياس الحلوى والمكسرات ويرددون هذه الاهازيج التي لها معنى عند آبائهم وأجدادهم فهي تسترجع ذاكرتهم القديمة بطفولتهم واحتفالاتهم قديما بهذه المناسبة السعيدة ولكن تختلف باختلاف الأزمنة والقدرات والظروف لكن كل زمن له جماله الخاص النابع من بيئته المحلية. ومن ضمن الفعاليات بهذه المناسبة أنه اقام مركز رعاية الأيتام (دريمه) احتفالا بليلة القرنقعوه يتضمن مسرحية (قرنقعوه بوطفشان) وذلك يوم الثلاثاء على مسرح قطر مول. أخيرا:  على سائقي السيارات توخي الحذر في هذا اليوم بالسير بسرعة منخفضة والانتباه لأطفالنا فلذات أكبادنا أثناء تجوالهم في الأرصفة وبين الفرجان فلا نريد أن يحدث سوء يعكر صفوة الفرح والسعادة بهذه الاحتفالية لأطفالنا الأعزاء، فنحن نحب أن نرى الابتسامة على وجوههم فلا تحرموهم بطيش السواقة وأكرر يجب تنبيه السائقين الأجانب خصوصا الذين لا يعرفون شيئا عن هذه المناسبة واحتفالات الأطفال بها.  وكل عام وأنتم بخير