17 سبتمبر 2025

تسجيل

لنستحضر دائماً.. "إني صائم"

30 مايو 2018

أقبل علينا شهر الرحمة والبركات شهر الفضائل والغفران، فهو تقوى ونور ورحمة وبر، قد أفاق قلوبا كثيرة ليمحو سوادها فأشعل بنوره طريق النجاة الذي يطيب فيه الذكر بقراءة القرآن الكريم وكثرة العبادات فهو فرصة عظيمة وجليلة لغلق أبواب الكراهية والحقد والحسد والغيبة وفتح أبواب المحبة والمودة وحب الخير، ما أجمل ان نستقبل ضيفنا العزيز والقلوب متصافية مشرقة زاهدة بعيدة عن السواد والعدوان مشرقة الروح فهو موسم التراحم والترابط والألفة ولكن للأسف نرى قلوبا مريضة شامتة وسلوكيات لا تحترم عظمة هذا الشهر الكريم فينتقص من أجر صيامه تجد أن بعض المواقف تبين عدم التغلب على الغضب، فمثل هذه السلوكيات المشؤومة التي تؤدي إلى المشاحنات والبغضاء فلابد ان نتخلص منها فالصوم من مزاياه ضبط النفس وتهذيبها، قد تواجهنا أحياناً مواقف صعبة ولكن علينا أن نحتويها ونصغرها لنطفئ جمرة الغضب بأخلاقنا وحلمنا، فكما وجه رسولنا الكريم الصائم بضرورة التحلي بالأخلاق حين قال صلى الله عليه وسلم :(الصِّيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم) لذا رمضان مدرسة أخلاقية فليس الصوم عن الطعام والشراب فقط بل كما قال الفاروق رضي الله عنه: (ليس الصوم الامتناع عن الطعام والشراب وحده ولكنه من الكذب والباطل واللغو) لنحفظ ألسنتنا من سيئات الأخلاق بتربية إرادتنا وتقوية عزائمنا فغاية رمضان هي التقوى ولن تكون التقوى ما لم يحسن الانسان خُلقه فيمتنع عن الكلام السيئ والجارح والكذب وقول الزور واللغو وسب الناس وغيرها من آفات اللسان وقبح زلاته، فرمضان شهر التهذيب والتأدب وفيه ليلة خير من ألف شهر لنغتنم ثماره  لمضاعفة الأجر ومغفرة الذنوب.