19 سبتمبر 2025

تسجيل

القيادة.. بعيداً عن الرهبة!

18 مايو 2019

قبل أن أخوض تجربة قيادة السيارة كنت استصعبها وأجد رهبة منها ولكن قد تحدث تطورات تغير افكارنا لخوض هذه التجربة التي كنت أراها وأعدها من المهارات الصعبة بمنظورها العام. والذي لا يخفى عن الجميع ان التهور في السرعة من الأسباب الرئيسية وتكاد بالنسبة لي ولغيري السبب الوحيد في كثرة الحوادث ولم اكتشف الجانب الآخر إلا بعد أن التحقت بدورة مؤخراً فوجدتها مختلفة تماماً عما ظننت وتوقعت!عندما اتحدث هنا عن القيادة المثالية الآمنة والتي يحتذي بها كل مرتادي الطريق هي انك تتبع الإرشادات والقوانين المرورية الصحيحة فبذلك تأمن على نفسك وعلى غيرك. هذا صحيح ولكن يوجد جانب آخر لا يقل اهمية عنه وهي الإرشادات الأخلاقية وحسن التصرف الذي يحتم عليك أن تتبعه في المواقف التي تواجهك في الطريق ولكن للأسف الشديد مواقف صادفتها اتضح لي مدى نقص قواعد الأخلاق عند البعض! نعم أراها قضية اخلاقية قائمة على الاستهتار وسوء الخلق وتمرد يقوم به بعض سائقي السيارات الطائشة المستهترة وغير المبالية بالأرواح ما قد يسبب الذعر والهلع للكثيرين منا! تراه منشغلاً بالهاتف او الأكل او السرحان واحياناً أخرى تصادفك المضايقات التي قد تصدمك وأنت في الشارع كأن يزاحمك أحدهم وكأنه في مضمار سباق وآخر من دون ان يشعل الإضاءة يخاطر بدخول الشارع العام لتجده امامك فجأة وقد تصطدم به او من ينعطفون بسرعة جنونية معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر مع تجاهل مفضوح في اتباع ارشادات الطريق!. ومن الصور التي صادفتها ما تتفوه به الألسن من كلمات السب والشتم ورفع الصوت والازعاج المتعمد بآلة التنبيه من غير مبالاة بمن أمامه والتي قد تكون اخته، ابنته أوزوجته! حثنا ديننا الاسلامي الحنيف على ضرورة التحلي بالأخلاق والتحلي بالصبر فليس كل خطأ او موقف يحدث امامنا نرد عليه ونواجهه وليت هذا البعض يضع نصب عينيه معايير وأسسا أخلاقية ونفسية قبل الأسس المرورية ليكون قائداً مثالاً طيباً وصالحاً لنفسه ومجتمعه. فاصلة أخيرة: أتمنى حقيقة ان تزود المدارس الخاصة بتعليم السواقة دروساً تكون اساسية ومهمة وضرورية في إعداد واستعداد نفسي وعقلي ومعنوي في كيفية التحكم بالتصرفات بشكل أخلاقي ملائم تجاه أي موقف يحدث له في الطريق لسلامته وسلامة من حوله وبهذا تكون القيادة ذوقا اولاً ثم مهارة.