16 سبتمبر 2025
تسجيل«تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» متفق عليه، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أمر للتوجيه والإرشاد ولا يخلو من منفعة، ففي ذلك الطعام الليلي بركة عظيمة وخير كثير في رمضان. وسبب البركة في السحور أنه يقوِّي الصائم، ويُنشِّطه، ويهوِّن عليه الصيام، بالإضافة إلى ما فيه من الثواب، فالذي يتسحَّر يُبارَك له في عمله، فيوفَّق لأن يعملَ أعمالًا صالحة في ذلك اليوم، حيث إن الصيامَ لا يُثقله عن أداء العبادات والأذكار وسائر الطاعات، وعن سائر شئونه الحياتية الخاصة، بخلاف ما إذا ترك السَّحور، فإن الصيام يُثقله عن النفع العام، فضلًا عن ذكر الله وقراءة القرآن والصلاة؛ لشدة الجوع، وانخفاض نسبة السكر بالدم، وربما الضجر بسبب الجوع والعطش، كما أن ذلك السحور يجعلك قادرًا على استكمال باقي أيام الشهر في راحة ونشاط وهمَّة.وقد كان الرسول يأمر أصحابه أن يتسحَّروا ولو بتمرةٍ أو بشَربة لبن، وفيهما فضل عظيم وتغذية جيدة للمرء وهناك أبحاث كثيرة كتبت في فضل التمر واللبن، وقد ذكر الأطباء أنهما يقللان من الصداع والإعياء والتعب خلال الشهر الفضيل، ويمنعان الشعور بالكسل والخمول، ويحافظان على مستوى السكر بالدم طوال مدة الصيام.والسنة أن يكون السحور في وقت السَّحَر قُبَيل طلوع الفجر بقليلٍ؛ ومنه سُمِّي السحور سحورًا، ويمكن تقديره بنصف ساعة تقريبًا.ويحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب، فقد أخرج أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: «السُّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلاَ تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ».وفي ذلك الحديث فائدة عظيمة، فأنت تنال ثوابًا عظيمًا بهذا السحور، ألا تحب أن يصلي الله وملائكته عليك، وصلاة الله تعني أن يشملهم بعفوِه ورحمته ومغفرته، وصلاة الملائكة الدعاء والاستغفار للصائمين.ولا تنسوا تأخير سحوركم، وابتعدوا عن النوم المباشر بعد تناول السَّحور، فهو من العادات السيئة، حيث إنه يجلب على صاحبه أضرارًا صحيَّة، فالطعام يحتاج إلى بعض الوقت حتى يتم هضمه جيدا، فضلا عما في ذلك النوم من تضيعٍ لصلاة الفجر مع الجماعة، ومخالفةٍ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكوث في المسجد بعد صلاة الفجر؛ لذكر الله إلى أن تطلع الشمس.