23 نوفمبر 2025

تسجيل

التجارة الإلكترونية

30 مايو 2016

يلجأ البعض إلى ممارسة التجارة بشكل إلكتروني وهذا أمر جيد، يسهل للمشتري الحصول على ما يريد دون جهد كبير سوى معرفة استخدام الحاسب الآلي أو التعامل مع التطبيقات المنتشرة في الهواتف الذكية. لذلك تظهر لنا بين فترة وأخرى أشكال متعددة من البضائع والإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي لعروض تجارة فردية او جماعية بأسماء أشخاص وشركات معروفة وغير معروفة..رمضان على الأبواب وستنشط مثل هذه التجارة بشكل كبير لأشكال واصناف الطعام والحلويات وبعدها استعدادات العيد وعروض الفساتين والعبايات وغيرها من أنواع التجارة الإلكترونية المعروفة التي يتم توصيل طلباتها بأسعار قد تزيد على مشترياتها.!!.تدخل منزلك وتتفاجأ ببعض الأطعمة والحلويات أمام عينيك وحين تسأل يقال لك من عند فلانة أو فلانة..!!. وتقول: "الحمدلله الناس لبعض ذكرونا بأيام زمان ولقمة الجمعة والتواصل بين الجيران واهل الحي الواحد " وتعرف بعدها انما هو مشترى من الإنستغرام..!!. لا مانع من استخدام التكنولوجيا وتسخيرها في منفعة الناس في التجارة السريعة دون الحاجة للتنقل في الأسواق والمجمعات وإنما الدخول فقط الى المواقع والإسنابات والتي بات الكثير من غير المعروفين من الأشخاص هم المشاهير بها ويتحكمون في هذا النوع من التجارة بحكم عدد المتابعين وعروضهم للمنتجات التي يقومون بتصويرها بهدف الربح المادي لدى البعض والشهرة لدى البعض الآخر..حتى أصبحت حياتهم لنا ككتاب مفتوح بكل جزئياته الدقيقة وأصبحنا نعرف طريقة مأكلهم وملبسهم ونومهم وأكثر من ذلك.." واللي ما يشتري يتفرج وببلاش" .تلك الأمور جاءت من البعض على حساب القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة.. ووصل الحال بهم الى مرحلة الإدمان في استعمال الموبايل وعرض نفسه بحاجة وبغير حاجة وكذلك جعل الآخرين من المراهقين يدمنون متابعتهم ..حتى ضعفت العلاقات الاجتماعية والحوارات العائلية وانكب الكثيرون برؤوس مطأطأة وانظار متدنية الى ما يحتويه هذا الموبايل..اركز في هذا المقال على الجزء الخاص بالتجارة الإلكترونية وقد استعرض مشاكل انعدام التواصل بسسب برامج التواصل في مقال آخر بإذن الله ..كيف تتم التجارة لإلكترونية دون ترخيص أو سجل تجاري معتمد؟ليس هناك وجود لقيد المنشئة كما يلتزم به التاجر العادي ويضع على نفسه مئات الألوف في الشهر الواحد!وبكل سهولة يكسب غيره مثل هذا الرقم وأكثر في نفس الشهر وبتكلفة لا تكاد تذكر!!. ماذا لو كان هناك خطأ أو تلاعب من أولئك التجار الوهميين؟ شركات أفراح ترسم للمتزوجين قصورا في الهواء!تاجرات يتهربن من الزبونات لاختلاف الأشكال والمقاسات !بضاعة لا يعرف مصدرها ولا تجد أثرا لصاحبها!أطعمة غير معروفة طريقة عملها أوحتى صلاحيتها!! كل ذلك يجري دون أي رقابة صحية أو بلدية.وآخر ما تم تداوله وأثار ضجة في أوساط المجتمع القطري قيام إحدى الشركات عن طريق الإنستغرام بمحاولة جلب شواذ لإعطاء دورات تجميل في قطر ولولا تضامن الخيرين من اهل قطر أمثال الأخت أمينة الكواري وكل من نادى بوقف مثل تلك المهزلة عن طريق تغريدات مكثفة في توتير لتمادت تلك الشركة في ضرب المبادئ والقيم التي يعيشها المجتمع القطري المحافظ .من كل ذلك وغيره نطالب بأن تكون هناك رقابة على التجارة الالكترونية بجميع أنواعها سواء فردية او جماعية وأن تكون ضمن نشاط تجاري واضح ومسجل بشكل رسمي في السجلات التجارية وأن يقع كل من يمارس ذلك دون تصريح تحت عقوبة الجرائم الإلكترونية.