13 سبتمبر 2025
تسجيل* ذات يوم طلب أحد الفضلاء من الشاعر محمود سامي البارودي أن يوازن أو يعارض قصيدة ابن التبيه التي مطلعها: يا ساكني السَّفحِ كم عينٍ بكم سَفَحَتْنَزَحتُمُ فهي بعد البُعدِ ما نَزَحَتْ * فقال البارودي معارضاً تلك القصيدة:ماذَا عَلى قُرَّة ِالعَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْوعَاوَدَتْ بِوِصالٍ بَعْدَ ما صَفَحَتْبايَعْتُها الْقَلْبَ إِيجاباً بِما وَعَدَتْفيالَها صفقةً في الحبِّ ما ربِحَتقد يزعمُ النَّاسَ أنَّ البخلَ مقطعة ٌفما لقلبيِ يهواها وما سَمحَتْ؟خوطيَّة ُ القدِّ، لو مرَّ الحمامُ بهالم يَشْتَبِهْ أَنَّها مِنْ أَيْكِهِ انْتَزَحَتْخفَّت معاطفها، لَكن روادفُهابِمِثْلِ ما حَمَّلَتْنِي في الهَوَى رَجَحَتْوَيْلاهُ مِنْ لَحْظِها الْفَتَّاكِ إِنْ نَظَرَتْوَآهِ مِنْ قَدِّها الْعَسَّالِ إِنْ سَنَحَتْيَمُوتُ قَلْبِي وَيَحْيَا حَيْرَة ً وهُدىًفي عالَمِ الْوَجْدِ إِنْ صَدَّتْ وإِنْ جَنَحَتْكَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْوالْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْواخَجْلَة َ الْبَدْرِ إِنْ لاحَتْ أَسِرَّتُهَاوحيرةَ الرشإِ الوسنانِ إن لمحَتلها رَوابِطُ لا تَنْفَكُّ آخِذَة ً بعُروةِالقلبِ إن جدَّت، وإن مزحَتْيا سَرْحَة َ الأَمَلِ الْمَمْنُوعِ جَانِبُهُويا غَزَالَة َوادِي الْحُسْنِ إِنْ سَرَحَتْترفَّقى بفؤادٍ أنتِ منيَتهُومقلةٍ لسوى مرآكِ ما طمحَتْحاشاكِ أن تسمعي قولَ الوشاةِ بنا فإِنَّها رُبَّمَا غَشَّتْ إِذَا نَصَحَتْأفسدتُ في حبَّكُم نفسي جوىً وأسىًوالنفسُ في الحبِّ مهما أُفسِدَت صلَحَتْما زِلتُ أسحرُها بالشعرِ تسمعهُمِن ذاتِ فهمٍ، تُجيدُ القولَ إن شرَحتْحتَّى إذا علِمَت ما حلَّ بى، ورأّتسُقْمِي، وخَافَتْ عَلى نَفْسٍ بها افْتَضَحَتْحنَّت رثَت عطفَت مالَت صبَت عزَمتْهمَّت سرَتْ وصلَتْ عادَت دنَتْ منَحَتْفبتُّ في وصلِها في نعمَةٍ عَظُمَتما شِئْتُ، أَوْ جَنَّةٍ أَبْوَابُهَا فُتِحَتْأنالُ من ثغرِها الدُّرِّى ِّ ما سألَتْنَفْسِي، وَمِنْ خَدِّهَا الْوَرْدِيِّ ما اقْتَرَحَتْفي رَوْضَةٍ بَسَمَتْ أَزْهارُهَا، ونَمَتْأَفْنَانُهَا، وَسَجَتْ أَظْلاَلُهَا، وَضَحَتْ وسلامتكم...