14 سبتمبر 2025
تسجيلالشباب هم الذين يصنعون الحاضر والمستقبل، تلك قاعدة تنموية وإستراتيجية تكتسب عمقا إضافيا في واقعنا المعاصر، فمع توفر كثير من المهارات والبحث عن الذات، يمكن لأي شاب طموح أن يرتقي بنفسه ويتطور ليستجمع خبرات الأجيال السابقة ويضيف إليها عصارة مكتسباته، ليحصل على مزيج دافع ومحفز يمضي به في الحياة وهو أكثر صلابة وقوة. توقفت مؤخرا عند برنامج يسمى برنامج "الجامعة" الحواري، وهو البرنامج الأول من نوعه الذي يطرح مبدأ جديدا كليا، حيث يوفر أرضية ثقافية متحضرة للشباب لنقاش وطرح مشاكلهم وأسئلتهم، وإبداء آرائهم بأسلوب تفاعلي يتيح للشباب المشاركة بوجهات نظرهم، من خلال المشاركة في الحوار والتصويت على النقاط المطروحة للحوار.في ذلك البرنامج يشارك أبرز الطلاب الذين يمثّلون عددا من أهم جامعات المملكة ومؤسساتها الأكاديمية، وهو تجربة نوعية في تطوير قدرات الشباب ومساعدتهم في اكتشاف ذواتهم، حيث يتيح لهم تناول المواضيع التي يعتبرونها مهمة، ويستهدف الجيل المهتم بالإنترنت، من أصحاب العقليات المنفتحة والتفكير المستقل، والمثقّفين، كما يوفّر لهم فرصة الخوض في مناقشة مواضيع تواكب العصر في أجواء تحفل بالشفافية والانفتاح الذهني والاحترام المتبادل.ولا ينقص البرنامج التواصل مع الأجيال السابقة لها من أصحاب الخبرات العميقة في شتى مجالات الحياة، ليفسح مجالا بذلك لتواصل الأجيال وتلاقيها، وفي يقيني أنه لن يخرج شاب مشارك فيه إلا وقد اكتسب الكثير الذي يعمل على الانتقال بفكره إلى ما هو أفضل ويساعد في دمجه في منظومة فكرية وتنموية بحسب اهتماماته وقدراته واستعداداته، وذلك مطلوب، خاصة أن كثيرا من الشباب مندمج في متاهات من الرفاهية والترهل الفكري الذي لا يساعده ولا يساعد به نفسه أو مجتمعه أو وطنه.البرنامج يستضيف نخبة من الضيوف والشخصيات البارزة، في المجال الرياضي، المفكرين، رواد الأعمال والمسؤولين الحكوميين، والكثير غيرهم، وذلك يكسر الرهبة من الالتقاء بالعباقرة والملهمين الذين أثروا وقدموا للمجتمع والوطن كثيرا من الأعمال المهمة التي يجب أن يطلعوا عليها ويقفوا عند ثوابتها ومتغيراتها بما يمنحهم مساحة كبيرة للنظر والقراءة الواقعية لسير التجارب وكيفية توظيفها بفكرهم في المستقبل، بما يطورها ويجعلها أكثر إفادة لهم ولوطنهم، ولذلك فإن التجربة من الأهمية بما يفترض أن تعمم لدى جميع مجتمعاتنا العربية حتى ينصهر الشباب في بوتقة فكرية مسؤولة ومتطورة تهيئهم لقيادة المستقبل.