13 سبتمبر 2025
تسجيلأشرنا في مقال سابق تحت عنوان (جمعياتنا الخيرية والتخصصية ) الى ضرورة تبني نهج جديد في العمل الخيري خاصة مع بعض الجمعيات المتوقع صدور قرار بانشاءها في القريب بحيث تأخذ كل مؤسسة قطاعا معينا في اطار احتياجات المجتمع المختلفة وتقدم خدماتها في هذا الاطار كنشاط أساسي مثل التعليم او الصحة اوالغارمين والزواج وغيرها وفليكن لها ما تريد من انشطة فرعية اخرى كما ترغب مجالس اداراتها..وهذا الامر لا يتعارض مع دعوة الجمعيات القائمة ايضا الى تحديد نشاطاتها دون تحجيم لفعاليتها ودورها الخيري المشكور والمقدر من جميع الاطراف ذات الصلة. ..نعم التخصصية ضرورة وهي اثراء للعمل المؤسساتي الخيري في المجتمعات خاصة في بلادنا العربية والاسلامية التي نعتقد انها تعيش صحوة في هذا المجال بعد مرور اكثر من قرن من انقطاعها عما كانت تحفل به من نشاط وقفي خيري كان يوفر للانسان العربي والمسلم عنفوانه وقوته وعافيته. وكان يتمثل هذا الحضور الوقفي الشامل جميع قطاعات الحياة بلا استثناء فعلى سبيل المثال لم يكن التعليم الاساسي او الصحة او الشأن الديني من مساجد وكتاتيب وهكذا توفير الخدمات كالمياه وبناء الطرقات والجسوروغيرها ،لم يكن كل ذلك شأنا حكوميا فالحكومة كانت معنية بالأمن العام والحدود والعلاقات مع دول الجوار وهكذا ادارة امور المجتمع فقط. فالمدارس والكتاتيب كانت لديها مصادر تمويلها الوقفية الخاصة بها والمساجد كانت تدار بالاوقاف التي خصصها لها اهل الخير..الخ. لا يعني حديثنا العودة الى الوراء بحكم التغييرات الجذرية وتبدل الادوار الحكومية في العصر الحديث وان كانت التوجهات الجديدة في اطار الحكم الصالح الرشيد تشجع هذا الدور وتدعمه بكل قوة... وفي جميع الاحوال لايمنع الوضع القائم من احياء دور الفكر والثقافة الوقفية ولو في نطاقات بعينها ... ومن ناحية اخرى لابد من الابداع في العمل وعدم تكرار الذات فما الذي يستفيده المجتمع من وجود كذا مؤسسة خيرية تتنافس ضمن نطاق محدود وتحت عناوين وفعاليات ذاتها ..!! اعتقد جازما هذا التوجه سيحد من هدر الطاقات وتوفر تركيزا افضل في تقديم الخدمات والتعامل مع المستفيدين بجميع فئاتهم سواء ذلك في الداخل او الخارج.