10 سبتمبر 2025
تسجيل"داووا مرضاكم بالصدقة"، صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فآمن به المسلمون وعملوا به فترى كثيرا منهم يسارعون في الخيرات ويسابقون إليها، موقنين بأن الصدقة نماء لرزقهم ودواء لمرضاهم.إنه ليس كلاما يقال بل تجارب يحكيها أصحابها الذين عايشوا تجربة المرض في أنفسهم أو لأقربائهم، ومن هذه التجارب تلك المواطنة التي قرأت عن حالة طفلة لم يتجاوز عمرها ثلاثة أعوام في مستشفى حمد، وقد أعلنا أنها تحتاج لعملية قلب مفتوح، فبادرت هذه المواطنة وتبرعت لها بقيمة العملية خمسة وأربعين ألف ريال.بكى أب الطفلة وأمها، وقدروا جميل هذه السيدة الكريمة التي خففت عنهم مصابهم، وسألوا من يعطي هذا المبلغ الكبير؟ إنها شخصية ثرية تملك الملايين!! والمفاجأة أنها شخصية عادية تسكن أمها في الحجرة المجاورة ولكنها إيمانا منها بهذا الحديث أخرجت هذا المبلغ ولا تملك من المال الكثير.ربما تنفق أكثر منه في العلاج، ولكن بسبب الصدقة تستغني عن الدواء.لقد قرأت عن سيدة في بلد مجاورة أصيبت بسرطان فطلبت خادمة من إندونيسيا لتقضي لها شؤونها المعيشية وتوفر لها احتياجاتها الشخصية بعد أن أصبحت مريضة تحتاج إلى العون.فوجئت السيدة بأن الخادمة تمكث طويلا في دورة المياه وعلى فترات متقاربة، فسألتها وألحت في السؤال، فقالت: إنها ولدت حديثا وخشيت ضياع فرصة العمل في ظل فاقتها وحاجتها وتركت طفلها لكي تعمل، فما كان من هذه السيدة إلا أن دفعت لها راتب عامين مقدما مع تذكرة الطيران، وقالت: اذهبي إلى ولدك وأرضعيه وبعد عامين اتصلي بي فإن أردت أن تأتي للعمل فأهلا بك.لقد ذهبت الأم الإندونيسية إلى رضيعها مشتاقة لتقضي معه أجمل فترات حياتها في ظل رعاية ابنها وبين أسرتها وأهليها، وذهبت السيدة المواطنة الكريمة إلى طبيبها لتتابع العلاج لمرضها العضال، فإذا بالطبيب يبشرها وهو في دهشة واستغراب أن المرض قد زال بحمد الله ورحمته، وعندما سألها ماذا فعلت وبماذا تداويت، فقصت له ما كان منها مع الخادمة المشار اليها، فحقا "داووا مرضاكم بالصدقة".