30 أكتوبر 2025
تسجيليعدُّ الحب والتسامح أحد المبادئ الإنسانية الأساسية والتي ترتكز على نسيان الأحداث المؤلمة التي وقعت للإنسان في ماضيه بكامل إرادته، وتخليه عن الرغبة التي تعتريه في إيذاء الآخرين بسبب تلك الأحداث، ويكون هذا التخلي بكامل إرادة الإنسان وعن طيب خاطر منه، فمعنى أن تكون مُتسامحًا أن تتجاوز عن أخطاء الآخرين، وتصفح عنهم، وتُساعدهم على تجاوز الشعور بالذنب تجاهك، نتيجة إساءتهم لك بالقول أو الفعل، والتسامح أيضًا يعني عدم التفكير بالانتقام، أو إيذاء الآخرين؛ بسبب ما لحق بنا من أذى وشرور، وترك الماضي المليء بالأحقاد، ومشاعر الكُره وراءنا، وصبغ تعاملنا بالرّحمة، والعطف، تجاه من يحيطنا من الناس، وللتسامح قوته وآثاره الكبيرة على الإنسان والمُجتمع، فلا يمكن أن تستقيم حياة الإنسان أو أن يكون لها أي معنى بدون الحب والتسامح. والتسامح من الأمور التي يستطيع الإنسان اكتسابها بسهولة، حيث إنه إذا فكر في شخصٍ غضب منه، تمنى له الخير فإنه لن يهدر طاقته في الغضب والحزن والضيق، والأفضل له أن يسامح، فالإنسان ليس لديه وقتٌ كافٍ في الدنيا ليهدره في الضيق والحزن والغضب من شخص آخر أو موقفٍ معيَّن، وهناك العديد من الخطوات للوصول إلى التسامح، منها: - الإدراك: فعلى كل فرد أن يدرك أنه يجب عليه أن يكون إنسانًا متسامحًا، حيث إنّ هذا الإدراك يمثل خمسين بالمائة من التغيير. - الاستفادة من التجارب: فالإنسان يجب عليه التوقف عند التجارب التي مرّ بها، ويسأل نفسه (هل استفاد من تلك التجربة؟)، فإن تعلّم أمرًا جديدًا من خلال خوضه للتجربة فعليه بعدها الاحتفاظ بالمهارة التي تعلمها. - الاحتفاظ بالمهارة: فإذا تمكَّن الإنسان من الاحتفاظ بالمهارة التي تعلمها من التجربة التي خاضها، فإنه سيتعلم أمرًا جديدًا بالنسبة إليه، وسينتج عنه اختفاء الأحاسيس والمشاعر السلبية. - التخلص من المشاعر والأحاسيس السلبية: وهذا الأمر يؤدي إلى السير قدمًا في طريق التسامح. - الفعل: ويأتي عن طريق اتخاذ القرار بالقيام بالفعل والتصرف الصحيح، لأن التفكير في هذا الوقت سيصبح منضبطًا، وسيتمكن الفرد بعدها من معرفة ما يريد.