12 سبتمبر 2025
تسجيل* الإسلام لم ينه عن قبول الهدية، فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهدية.. وبعد وفاة المصطفى عليه الصلاة والسلام رفض عمر بن الخطاب رضي الله عنه الهدية عندما أصبح خليفة للمسلمين، وإذا قبلها وضعها في بيت المال، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية فقال عمر: تلك كانت هدية، وهي الآن رشوة.. لذا قال الزاهد بن عمران: تَوقَّ وحاذِرْ من قَبولِ هَديَّةٍوإنْ جاءَنا فيها حَديثٌ مُرَغِّبُفقد حَدَثَتْ بعد الرَّسولِ حَوَادِثٌتُحَذِّرُنا عنها وعنها تُرَغِّبُوكانت هَدَايا في الأَوائلِ قَبلَناتُؤَلِّفُ فيما بينهم وَتُحَبِّبُفَعَادَتْ بَلايا يُسرع المَنُّ بعدَهاتُفَرِّقُ فيما بَيننا وَتُجَنِّبُ * وممن ذكروا الهدية في أشعارهم مسلم بن الوليد الذي قال:جَزَى اللهُ من أَهْدَى التُّرُنْجَ تَحيَّةًوَمَنَّ بما يَهْوَى عليهِ وَعَجَّلاأَتَتْنا هَدَايا منهُ أَشْبَهنَ رِيحَهُوأَشْبَه في الحُسْنِ الغَزالَ المُكَمَّلا * وأهدى إبراهيم أبو اسحاق الصابي اصطرلاباً إلى عضد الدولة في يوم من أيام المهرجانات ثم أنشأ يقول:أَهْدَى إليكَ بنو الأَملاكِ واختلفوافي مَهرجانٍ جديد أَنتَ تُبليهِلكنَّ عَبدَكَ إبراهيمَ حين رَأىعُلُوَّ قَدْركَ عن شيءٍ يُدانيهِلم يَرْضَ بالأرضِ مُهداةً إليكَ فقدأَهْدَى لَكَ الفَلكَ الأَعلى بما فيهِ * أما أحمد بن يوسف الكاتب فيقول عن الهدية:أَلَم تَرَنا نُهدِي إلى اللهِ مالَهُوإنْ كانَ عنهُ ذَا غِنًى فهو قَابِلُهْفلو كانَ يُهدَى للجليلِ بِقَدْرِهِلقَصَّرَ عنهُ البحر يوماً وساحِلُهْولكننا نُهدي إلى مَنْ نُجِلّهُوإنْ لَم يكُن في وسعنا ما يَشَاكِلُهْعلى العَبدِ حَقٌّ وهو لا شَكَّ فاعِلُهوإِنْ عَظُمَ المَوْلَى وَجَلّتْ فَضَائِلُهْوسلامتكم...