14 سبتمبر 2025

تسجيل

تكريس الفشل العراقي ومعارك ساخنة؟

30 أبريل 2016

(تمخض الجبل فولد فأرا)!!، تلك هي خلاصة الوضع العراقي المنهك الذي انتهى إليه بعد مسيرات ماراثونية حافلة، وبعد مقاطع هزلية لخطاب سياسي عبثي يسود في الساحة العراقية؟، فاعتراضات التيار الصدري والتي كانت تعبيرا عن فوضى منهجية وانسداد أفق، وسذاجة سياسية منقطعة النظير لم تقدم في نهاية المطاف من مطالبات الإصلاح والتغيير سوى حكومة ناقصة (نصف كم) هي كل حصيلة شهور طويلة من الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية التي عطلت الحياة الإنتاجية في العراق لبلد بات بلا إنتاجية ومستهلك في كل شيء!، فالحكومة في نسختها الجديدة التي وافق عليها البرلمان (المنشق) بعد تصويت كان حافلا بحضور عسكري واسع جعل المشهد أقرب من كونه مشهدا انقلابيا أكثر من أي شيء آخر؟، كما أن حضور الكلاب البوليسية لقاعة البرلمان الكبرى كان منظرا ساخرا ومعبرا عن النهاية (المتوحشة) لخلافات عراقية ساخنة لن يهدأ أوارها، الحكومة الجديدة ظهرت بشكل بائس وناقص وجددت بكل تأكيد حالة الفشل، ولم تلغ أبدًا موضوع التحاصص الطائفي والعرقي!، بل كانت حلا أعوج لمشكلة بدأت بالتضخم المتناسب طرديا مع أطنان الملفات من المشاكل العالقة التي تدور في دائرتها حكومة حيدر العبادي وهي تنتقل بامتياز من فشل لآخر، فقناني المياه التي تهاطلت على حيدر العبادي من نواب غاضبين بعضهم من أعضاء حزبه العقيم (حزب الدعوة)! لم تغسل أبدًا غبار الفشل المتراكم، وإذا كانت صراعات أهل البرلمان قد انتهت بتحطيم الأجهزة والمكاتب من قبل بعض غوغائيي العمل البرلماني، فإن في شمال البرلمان وتحديدا في منطقة (طوزخورماتو) تتوضح أكثر وعلى الساحة وفي عمق الميدان طبيعة المستقبل السياسي لسلطة تائهة لا تمتلك سيطرة على ميليشياتها الطائفية الرثة!، فمعارك قضاء الطوز بين الحشد الطائفي والبيشمركة الكردية قد أفرزت حقيقة واقعية تتمثل في كون النزعة التوسعية والإقصائية والأجندة المرسومة لأهل الحشد من مقر قيادته الفعلية في وزارة الحرس الثوري الإيراني تهدد بتمزيق العراق شذرا مذرا، فعصابات الحشد الطائفي التي تلقت ضربات قاضية ومهلكة على أيدي قوات البيشمركة الكردية، قامت بالوقت نفسه باستعراضات استفزازية وهي ترفع رايات حزب الله في مدينة الأعظمية في بغداد! وأمام عيون الحكومة الغائبة والمشغولة في ترميم جدرانها المتصدعة وأساساتها المتهاوية الأركان!، وهو ما ينذر بشكل واضح بجولة جديدة من الحرب الطائفية يراد لها أن تكون حاسمة في تحديد الهوية العراقية خدمة لأهداف واضحة المعالم ولا تخطئ العين الخبيرة قراءة واستشراف نهاياتها الحقيقية!، كما تلازمت تلك الممارسات مع قيام حكومة بغداد بإغلاق مكتب قناة الجزيرة الفضائية واتهامها باتهامات باطلة ليس لها أساس حقيقي وإنما بهدف انتقامي واضح المعالم!!، ما جرى في قضاء الطوز وحجم خسائر الميليشيات الطائفية هناك لن يمر دون انتقام أهوج من أطراف طائفية هوجاء وذلك عبر القصف الوحشي وغير المبرر على المدنيين في مدينة الفلوجة المحاصرة بقسوة من الجيش والميليشيات، ولم يخجل زعيم الحشد الطائفي هادي العامري من التصريح العلني بأنه يرفض إدخال الغذاء والدواء لأهل الفلوجة لكونهم (دواعش)!! وهو اتهام خطير ومفزع ويثبت أن الحكومة العراقية غير قادرة على حماية شعبها الذي تركته تحت رحمة الميليشيات الطائفية المريضة الحاقدة الوقحة!. الفوضى العامة هي سمة الواقع العراقي المتدهور والذي يبدو واضحا بأن تفعيل مخططات التمزيق الطائفي فيه قد ازدادت وتيرتها بشكل ملفت للنظر. سيسجل التاريخ الدور الكارثي الرهيب الذي لعبه حزب الدعوة الحاكم في تدمير العراق، ومساهمته المركزية في صناعة وتأطير وتكريس الفشل ليكون منهجا سلطويا ثابتا، والصيف العراقي الساخن سيكون رهيبا بكل معنى الكلمة.. إنها حرب تقرير الإرادة وفرض الوقائع، وستكون أسخن مما يتوقعه البعض.. في ظل الفشل ليس سوى الكوارث!