16 سبتمبر 2025
تسجيلالوطنية كلمة بدأت تفقد مصداقيتها عند البعض الذي تشدق بها، وهو للأسف لا يشعر بمعناها السامي، لا يحمل في قلبه حبا لقطر الخير التي منحته حق الانتماء لأرضها وضمنت له حقوقا كثيرة فقدها في مسقط رأسه، فهناك فئة تدعي الوطنية وهي لا تمثلها خير تمثيل، فئة عجز الكثير عن تصنيفهم، فهم مواطنون بالاسم فقط قلة، ولكن موجودة، فالكمال لله، فئة تنسف كل تقدم لا يذيل باسمها وتعده محاربة موجهة لشخصها الكريم وتقرب كل مغترب طامع وذليل في بلاده وتمسح كل ماض عريق لم تعاصره وتلازم سنواته. فهل هذه الوطنية يا مدعي الوطنية؟ هل الوطنية شعار يحكى فقط؟ هل الوطنية رداء نلبسه متى أردنا ونخلعه متى نشاء؟ هل وصلنا إلى عصر الأنانية المطلقة التي تهمش وتعزل وتدوس ما يقف في وجهها؟ هل أصبحت الأرض رخيصة في أعينكم لهذه الدرجة؟ بالله عليكم يا مدعي الوطنية، قفوا مع أنفسكم وقفة تأمل ونظروا للوطن بنظرة الوفاء، فهو لا يستحق ذلك. ألا تعلمون أن الإنسان الذي لا يحب وطنه لا يمكن أن يحب أي شي آخر؟ فالوطنية تعني الكثير من المعاني الجميلة التي تمتزج في قلب المواطن الصالح، والذي يعبر عنها بإخلاصه في صور متعددة لهذه الأرض الطيبا التي احتوته ووفرت له الأمن والأمان، والتي لا يمكن أن نوفيها حقها مهما كتبنا وتحدثنا وعملنا وتفانينا لخدمتها، فلها كل الحق والمجد والعزة. فالوطن يستحق الكثير من أبنائه ومن يقصر في واجبه لا يستحق العيش على أرضه والتمتع بخيراته، أشياء كثيرة نمارسها ضد الوطنية جهلا أو إهمالا لحقوق الوطن التي ضاعت بسبب عدم وجود المحاسبية الفعلية. كلمة أخيرة كن مميزًا من أجل قطر وهذا ما عهدناه في الكثير من أوفياء قطر، ولكن سيقت هذه الأسطر للبعض ممن يدعون حب قطر كشعارات رفعت وأصوات علت ويد سرقت بخفية وضمير في إجازة مفتوحة لن يصحو منها إلا إذا توفرت المحاسبة وصرخ في وجهه "قف إلى هذا الحد.. قف".