15 سبتمبر 2025
تسجيلالحياة تحتاج منا الصبر والإقدام والكفاح وهذا ما اعتاده وعرفه الكثير ولكن بين طيات هذا الكفاح إنسانة تقوم بعدة أدوار في وقت واحد تتحدى الصعاب وتبذل الكثير الكثير وبين فترة وأخرى تطلق صرخة مدوية ولكن لا أحد يسمعها ولا يهتم بها. تلك هي المعلمة الأم فتعجز الكلمات والسطور عن نقل صورة حقيقية عن واقع تلك الشريحة من المجتمع، فهي أم في المنزل ومربية ومعلمة خصوصية لأبنائها وموجهة وناصحة لهم وزوجة حنونة لذلك الرجل .يضاف إلى ذلك معلمة وتربوية تبذل قصارى جهدها كي لا تقصر في عملها الذي تغير وأصبح مصدر قلق وإزعاج لا ينتهيان، فحياتها تغيرت بتغير التعليم في بلادنا وبطول وقته فأصبحت تتصارع مع الزمن للتكيف مع الخطط والبرامج والسياسات الجديدة في المناهج التعليمية وفقا لمعايير كثيرة فأصبحت تلك الإنسانة في دوامة بين عمل مكثف لا ينتهي مهما حاولت أن تكون مرتبة ومنظمة .طالبت مرارا وتكرارا انتشالها وتخفيف معاناتها العملية من أجل البقاء على دورها الرئيسي الأهم وهو أن تكون أما وربة بيت ناجحة، تعد جيلا قويا ناجحا يحمل أسمى معاني الخير لنفسه ولوطنه ولكن لا حياة لمن ينادي نادت بتقليل ساعات الدوام حتى تستطيع أن توازن بين عملها وأمومتها ودورها المهم في المنزل ولكن صُمت الآذان عن مطلب هام وضروري يقف خلفه الكثير من المبررات التي تحتم إعادة النظر فيه فما الفائدة من إعداد جيل وهدم جيل؟ ما الفائدة من استمرار ساعات التعليم سبع ساعات لا تجد فيها تلك المعلمة الراحة لترجع وتستمر في عمل مشابه ولكن في البيت؟ بالله عليكم يامن بيدكم القرار لوأجرينا تحليلا دقيقا ليوم المعلمة لوجدناه خاليا من أمور تجاهلناها وهي الأهم فهي أم في الدرجة الأولى نحتاج منها توجيه أبنائها وغرس القيم الدينية وتنمية الحس بالمسؤولية وحب الوطن، فهل تستطيع بعد متابعة يومها العملي المزدحم أن تفي بدورها الهام لأبناء جيل واعٍ محب لوطنه متفانٍ في خدمة نفسه ووطنه؟ طبعا لا، فهي ترجع منهكة جسديا وفكريا مما خلق لدينا جيلا غير موجه فغاب دور الأم التي تعتبر أساسا بل ركنا أساسيا في النهوض بالأسرة التي تعتبر أساس كل مجتمع متقدم. لماذا أنهكنا وساعدنا على انحسار دورها كأم في المقام الأول؟ لماذا نصم آذاننا عن معاناتها؟ لماذا نحملها مالا طاقة لها به؟ لماذا لا نحترم خصوصيتها خارج أوقات الدوام الرسمي؟ قد يبدر إلى آذان القارئ لماذا تعمل؟ طبعا لا يخفى ما تعانيه من غلاء فاحش دفع الكثير من أفراد الأسرة لخوض مجال العمل من أجل توفير مستلزمات الحياة بما تقتضيه المعيشة المرتفعة؟ خلاصة القول المرأة ليست كالرجل وظروف المعيشة مختلفة تماما بين الرجل والمرأة في مجتمعنا وأسلوب الحياة كذلك مختلف ولا مجال هنا لوصف برنامج الرجل عند عودته من عمله ولا وجه مقارنة بين الرجل والمرأة فالرجل ينتهي دوره العملي ليستجم بباقي يومه على عكس المرأة العاملة وخاصة في مجال التعليم تأتي منهكة وتباشر عملها مع الأسرة لينتهي يومها عمليا بحتا خاليا من أبسط حقوقها في الراحة التي كفلتها لها الحياة ولكن أضاعها أرباب العمل ومن يقفون خلف قرارات تتخذ دون دراية بالنتائج على المدى البعيد، وفي نهاية مقالي أقول لك الله أيتها المعلمة المناضلة وثقي بأن الفجر قريب ولابد لصوتك أن يصل وتسمع معاناتك عن قرب وتحل بإذن الله.