11 سبتمبر 2025

تسجيل

إنها حقا لعبة قبيحة جداً

30 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فازت قطر باستضافة نهائيات كأس العالم 2022 وهذا إنجاز لم تتمكن من إنجازه أي دولة شرق أوسطية من قبل ويعتبر تغييرا جذريا في الثقافة الجغرافية لنهائيات كأس العالم منذ تأسيسها، ويقف وراء هذا النجاح الملف الذي قدمته قطر خلال التنافس على استضافة البطولة الأغلى والأشهر عالميا، الملف لمن لم يطلع عليه يثبت أن قطر قادرة على استيعاب هذا العرس الكروي العالمي من حيث الملاعب أو البنى التحتية أو الطاقة الاستيعابية الفندقية والتسهيلات التي تقدمها....بالأمس برزت الديلي ميل البريطانية بحديث مرسل عن شراء ولاءات دول وممثلي اتحادات ليقوموا بالتصويت لصالح استضافة قطر للمونديال، و تقرير الديلي ميل لمن يقرأه يجد أنه مجرد حديث مرسل كون التقرير ربط بين استثمارات يديرها مكتب الاستثمارات القطري وبين مواقف ممثلي تلك الدول التي صوتت لصالح قطر، والحقيقة أن الربط بين تلك الاستثمارات وبين التصويت لصالح قطر هو ربط باطل، فكثير من الدول الخليجية ومن بينها الكويت لديها استثمارات مباشرة وغير مباشرة في عدد كبير من الدول الغربية والآسيوية والشرق أوسطية وهي استثمارات تصل إلى المليارات يديرها مكتب الاستثمار الكويتي، فهل هذا يعني أن الكويت تشتري الولاءات، لا بالطبع، فعملها هنا تماما كعمل دولة قطر عمل اقتصادي بحت، وربما سياسي أحيانا....المفارقة أن بعضا من الدول الثماني التي صوتت ضد استضافة قطر لكأس العالم، منحتها قطر إما عبر تعاقدات حكومية مباشرة أو عبر هيئات حكومية قطرية منحا وقروضا بل دخلت معها في استثمارات في تلك الدول وطويلة الأمد بمليارات الدولارات ومع هذا لم تصوت تلك الدول صالح قطر، بل إن إحدى تلك الدول كانت المنافس الرئيسي لقطر، ومع هذا دخلت معها قطر باستثمارات بمليارات الدولارات، فهل كانت قطر تكافئ منافسها على استضافة البطولة، طبعا في حال أمَّنا وصدقنا تقرير الديلي ميل....إن تقرير الديلي ميل ما هو إلا محاولة ربط خاسرة بين الاستثمارات القطرية المتعددة الأذرع وبين التصويت الذي فازت بموجبه قطر بشرف تنظيم كأس العالم.واستندت الديلي ميل في تقريرها على كتاب اسمه "اللعبة القبيحة" للصحافيين هايدي بليك وجونوثان كالفيرت، وهما صحافيان يكتبان لصالح الصنداي تايمز البريطانية، والمتابع لمقالاتهما خلال العام الماضي سيجد أنهما خصصا 70% من مقالاتهما المشتركة على الهجوم على حق استضافة قطر لكأس العالم 2022، تخيل أن صحافيين ليس لهما عمل ولا قضية سوى قضية قطر واستضافتها لكأس العالم.بل إن نجوميتهما بنيت على "تحقيقات تخمينية" في الغالب بلا أدلة ولا حتى قرائن يمكن أن تتحول إلى أدلة، كل ما قاما به وخلال أكثر من 20 تحقيقا صحفيا أجرياه هو أنهما يقومان على لعبة التخمينات والربط بين الاستثمارات القطرية والتصويت الذي شهد فوز قطر بـ 14 صوتا مقابل 8 أصوات لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وبالمناسبة حجم الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة الأميركية يبلغ 17 مليار دولار أميركي، فهل- وبما أننا في سياق التخمينات الإنجليزية- كافأت قطر منافستها في استضافة كأس العالم بهذا المبلغ الملياري الضخم، أعني أن في مسألة قراءة أرقام الاستثمارات التي قام بها كل من هايدي وجونوثان ربطا خبيثا جدا.ووفق رؤية ومتابعة لمقالات الصحافيين الإنجليزيين فهما ينطلقان من مبدأ عنصري بحت، ولا يمت بالتحقيق الصحافي الاستقصائي بصلة.