11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أغلبكم سيخدعه بصره ويقرأ العنوان "الديموقراطية" في حين انني قمت بتجزئة الكلمة إلى "ديمو" و "طراقية" وعنيت وقصدت هذا الخطأ او هذا الخداع البصري. الأصل الاصطلاحي لـ"ديموقراطية" مشتق من كلمتين إغريقيتين هما "ديموس" أو الشعب و"كراتوس" أو السلطة، أي أنها تعني حكم الشعب أو سلطة الشعب.في العالم العربي غالبا هي "ديمو" وتعني الشعب و "طراق" وتعني في اللهجة الخليجية الكف أو الصفعة.ذلك لأن هذا واقع أغلبنا مع هذا النموذج من نماذج الحكم الموجود لدينا بشكله الاصطلاحي وليس الحقيقي، بالعربي المشبرح، كف على عين الشعب، فأقصى حدود يمكن أن تصل إليها مشاركاته في الانتخابات هي وضع صوته في صندوق الاقتراع، أو ما نسميه عادة بالعري الديموقراطي، ولكنه وكما يتضح لاحقا أنه عرس بلا عروس ولا عريس ولا حتى مأذون شرعي، وإن توفرت هذه العناصر في أي عرس ديموقراطي ووجد العريس والعروس والمأذون فإن هذه الزيجة الشكلية لا ينتج عنها أولاد.لدينا نقص فهم للديموقراطية وكارثة تطبيقها بشكل خاطئ، فديموقراطياتنا العربية وبدلا من أن تنقلنا لحال أفضل، أخرجت الجاهلية الأولى في داخلنا، من طائفية ومذهبية وعرقية وعنصرية، وكان استخدامنا الخاطئ لها وممارستنا العوراء لأسلوبها سببا في تأخرنا وتخلفنا، فأخرجنا أسوأ ما في الديموقراطية.لأكثر من ٢٢ عاما قمت بتغطية الانتخابات البرلمانية في الكويت وتابعت الانتخابات في ٤ بلدان عربية وتناولتها بالتحليل والقراءة، ووجدت أن الديموقراطيات العربية ليست بأكثر من شكل يخلو غالبا من الجوهر الحقيقي لهذا الشكل السياسي الذي أحال الغرب إلى جنة حقيقية وأحالنا إلى جحيم سياسي مستعر.الديموقراطية كالسكين تماماً يمكنك أن تستخدمها لصناعة الطعام والنحت ويمكنك أن تستخدمها للقتل، نحن استخدمناها لقتل وتشويه أجمل ما في بلداننا.الخطأ لم يكن يوما في النظرية بل في تطبيقها، ونحن أفضل من يسيء تطبيق النظريات.نحن نمارس "الديموطراقية" وليس "الديموقراطية".