23 سبتمبر 2025

تسجيل

مدرس لكل المواد

30 أبريل 2012

ليس مستغرباً أن تجد اعلانا في الجريدة مكتوبا به "مدرسة او مدرس يدرس جميع المواد ولكل المراحل!" عبقرية عجيبة قادمة الينا من بعض اللصوص والمرتزقة لنجد لأصحابها صدى عند بعض السذج منا الذين يتيحون لهم المجال للعمل وممارسة الدجل والاحتيال تحت مسمى مدرس خصوصي. هؤلاء كثيرون منهم من يعمل في مدارسنا المستقلة ومنهم من لا يعمل أو ليس بحاجة للعمل طالما ان هناك من ان يصدق ادعاءهم بأنهم مدرسون دون اي اثبات او حتى تدقيق، فقط يركز على الا يكون قطريا يعني يفهم كل شيء، مع الأسف هذا هو المفهوم عند البعض. يمكن ان يكون المدرس اساسا فلاحا او مربية اطفال في روضة او ميكانيكي سيارات ويدرس رياضيات وعلى استعداد لتدريس اي مادة وفي اي مرحلة دون تطبيق معايير او متطلبات منهجية معمول بها في مدارسنا. واذا سلمنا ان لديه شهادة، فنحن نعرف مستويات البعض منهم التعليمية وجودة النظام التعليمي لديهم مقارنة بما هو موجود لدينا. وكما هو ملاحظ في هذه الفترة من كل عام زيادة تأشيرات الزيارة الى قطر، فهذا وقت الحصاد قرب نهاية العام الدراسي كي يأتوا ليجمعوا اكبر قدر من الأموال وفي اسرع وقت، يذكرونني بما كان يحصل سابقا للمتسولين الذين يزدادون قبل شهر رمضان. ذلك النوع من المدرسين يعمل بشكل متواصل قد يصل الى عشرين ساعة يوميا وكل ساعة بـ 250 ريالا طبعا مع الوجبات ونحن معروفون بالكرم الزائد وكل ذلك ضمن ساعات العمل. وماذا عن التنقل.. ليس هناك اي مشكلة سيتم توصيله من قبل الطالب او سائق المنزل.. والى اين؟ هل الى منزل المدرس.. بالطبع لا! انما الى منزل طالب آخر ومن ثم تتواصل الدائرة. بعد ذلك يستغرب ولي الأمر لماذا رسب ابنه؟! وان اراد ان يبحث عن المدرس فسيكون قد سافر الى بلده ويستمتع بما لديه من غلة وفيرة جمعها بمفرده او مع زوجته المصونة. البعض من المدرسين الذين يعملون في المدارس المستقلة يعتبر المدرسة سوقا له كي يعمل دعاية لإمكانية اعطائه دروسا خصوصية او ان يغيب عنه الاخلاص في العمل ليدفع الطالب لتلك الدروس او اللجوء الى التقوية كمرحلة اولى ثم يجره الى الدروس الخصوصية وقد يكشف البعض منهم في التقوية او الخصوصية عن اسئلة الامتحانات او يلمح اليها. بعض الطلاب صغار السن ممن يدرسون لدى مدرسات في منازلهن يستخدمنهم كالخدم يطلبن منهم فتح الأبواب او غسل الأكواب او احضار الماء لتشرب الأستاذة او ان يضعوا الحليب لأطفالها حتى تنتهي من طالب آخر...الخ. تلك الاعلانات تجد طريقها بسهولة في الصحف المحلية ولو بمسجات هاتفية واصحاب المراكز التخصصية يحتاجون تصاريح لوضع اعلاناتهم. المجلس الأعلى للتعليم يحث بشكل دائم على الابتعاد عن الدروس الخصوصية ويحذر من اولئك التجار ولكن للأسف جهل بعض اولياء الأمور وطيبة اهل قطر تجعلهم يقعون فريسة لهم على الرغم من أن المناهج لدينا واضحة وميسرة جدا والعلامات موزعة بشكل لا يكون الاعتماد على الاختبار النهائي وانما العمل والجد والاجتهاد طوال السنة مع الانتظام المدرسي والسلوك الجيد وحل الواجبات وغيرها من اشكال التقييم الموجودة في مدارسنا. كل ما نتمناه ان يهتم اولياء الأمور بأبنائهم وبناتهم ويبتعدوا عن الدروس الخصوصية التي تعتبر مضيعة للوقت وخاصة اذا جاءت من تلك النماذج السابقة وارجو من الجهات المختصة متابعة تلك النوعية من المدرسين والتحقق من عملهم وعدم اعطائهم الفرصة للاحتيال على حساب الناس البسطاء. وفي نفس الوقت نقدر ونحترم عمل كل المخلصين الشرفاء من المدرسين والمدرسات المقيمين الذين يبنون معنا بكل فخر قطر الحبيبة.