10 سبتمبر 2025

تسجيل

يوم للفخر

30 أبريل 2003

قال المواطنون كلمتهم أمس.. أجمعوا على خيار الارتقاء بهذا الوطن إلى مستوى تطلعات قيادتهم وتطلعاتهم لمستقبل تسود فيه دولة القانون والمؤسسات والمشاركة الشعبية المسؤولة.. لقد اختار شعبنا أمس أن يعيد صياغة التاريخ على النحو الذي يرجو ويأمل. وجاءت نتائج الاستفتاء الشعبي الكبير لتؤكد بالأرقام ومن خلال إجراءات هي غاية في الشفافية والدقة، سواء من خلال صناديق الاستفتاء الرسمي أو عبر وسائل الإعلام أن خيار هذا الشعب واحد وأن قولة "نعم" هي للأمير وللوطن وللدستور ولمستقبل الخير الذي نرجوه لأبنائنا. كانت نتيجة الاستفتاء وبنسبة أكثر من %96 في إقرار الدستور معبرة عن رغبة أبناء هذا الوطن وإرادتهم تحت راية أمير الحرية والديمقراطية وسمو ولي عهده الأمين لبناء الإنسان القطري وتحقيق رفاهيته استنارة بهدي الإسلام وتسلحاً بالعلم والمعرفة اللذين لاغنى عنهما لمن أراد اللحاق بركب الحضارة والتقدم، ولمن أراد أن يدخل المستقبل بكل ما يحيط به من تحديات وغموض تفرزه السياسات الدولية والإقليمية المتقلبة. لاشك أن أمس التاسع والعشرين من أبريل لعام 2003 كان مفصلاً هاماً في مسيرة هذا الوطن الشامخ، ونقطة يرتكز عليها هدف سام شدد عليه سمو الأمير المفدى في كلمته عشية الاستفتاء وهو يستنفر جموع المواطنين لبناء دولة مستقرة قوامها الدين والأخلاق وعمادها العلم والمعرفة وأساس حكمها العدل والدستور. كان يوم أمس بحق يوم نشوة وفرح.. يوم فخر وابتهاج.. الكل تزاحم أمام لجان الاستفتاء.. رجالاً ونساءً منهم من جاء مبكراً قبل بدء عمل اللجان وانتظر بإصرار لايعرف الملل، ومنهم من أتى على كرسيه أو مستنداً على عصاه، لم يمنعهم المرض أو الإصابة عن الإدلاء بأصواتهم بوجوه يكسوها البشر وتغمرها البشاشة، وأعين مفعمة بنظرات الفخر بالمشاركة والتصويت بـ "نعم". إنها مشاهد عزيزة تعكس ثقة أبناء هذا الوطن في قيادة حكيمة استطاعت استشراف المستقبل بعقول وقلوب أبت إلا أن تختصر الزمن بخطوات لترسم لقطر غداً زاهراً مشرقاً بالآمال العريضة والطموحات المجيدة بإذن الله.. إنه شعب اختار طريقه ومنهجه للتغيير والبناء والتنمية، وهو الطريق الذي سيغير وجه قطر خاصة ومنطقة الخليج عامة. فعالم اليوم في ظل ما يعيشه من ثورة في الاتصالات، يشاهد ويطالع ويتعلم من تجارب الآخرين ليستقي منها حكمته وخطاه، خاصة إذا كانت هذه الحكمة وهذه الخطى بحجم وفعالية وشفافية وإحكام ما اختارته قطر أمس لحاضرها ومستقبلها. أكاد أحس شعوباً أخرى في منطقتنا تتابع بشوق وشغف ما أنجزته قطر في ظل قيادتنا الرشيدة.. أكاد أحسها تتطلع لما حققناه، وربما لايمضي وقت طويل إلا وهي تنهج ذات النهج في اختيار الشورى ودولة المؤسسات وسيادة القانون وسلطات الشعب. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فقد قلت في مقال سابق بتاريخ الثالث من سبتمبر الماضي "إن الآتي - بإذن الله - من العهد الميمون لسمو الأمير لن يكون بأقل مما مضى، وأن ما يخطط له سموه سيجعل قطر محط أنظار العالم ومفخرة لكل قطري ومقيم على هذه الأرض الطيبة"... ومازالت المسيرة مستمرة.. فهنيئاً للوطن إجماعه على "نعم"، وهنيئاً له بقيادته الرشيدة المستنيرة وهنيئاً بالإنجاز التاريخي في إقرار الدستور.