25 سبتمبر 2025
تسجيلهناك من يؤدي لنا خدمات جليلة مقابل شيء قليل لأجل لقمة عيشه هو وأهله الذين هم بعيدون عنه الشيء الكثير. هؤلاء ما أحوجنا لهم وبدون مبالغة فنحن نعرف قيمتهم حين نفقدهم. توفيت العاملة والأم المربية الفاضلة ميرنا أو كما تسمى (مريم علي) بعد أن صلت الفجر فاضت روحها إلى بارئها. من هي ميرنا؟. جاءت إلى قطر قبل 32 سنة وعملت كخادمة أو عاملة في منزل السيد علي بن حسين النعمة ووجدت منه ومن أهل بيته كل المحبة والود والتقدير والاحترام. المعاملة الطيبة واللطيفة والأسلوب الحسن هو السبيل الوحيد والمسلك الصحيح والمفتاح السحري الذي يغزو به أقفال كل القلوب. لما رأت ميرنا هذه الأخلاق العالية من عائلة النعمة الكرام اعتنقت الإسلام ودعت غيرها له. أسلمت وأحسنت إسلامها وساعدها في ذلك مركز قطر للتعريف بالإسلام. ميرنا رحمة الله عليها على الرغم من بساطتها وراتبها المتواضع فإنها كانت تفعل الخير وتحسن إلى الفقراء بقدر استطاعتها وكانت تصلي وتصوم وتزيد في النوافل وتصوم الإثنين والخميس تماما كما يفعل أهل البيت حيث وجدت البيئة الطيبة الصالحة في أهل علي بن حسين وأقربائهم الكرام. ومن حرصها على الصلاة كانت أحيانًا هي من يوقظ أهل البيت لصلاة الفجر وتهتم بالأطفال وتوصلهم إلى مدارسهم. هي عاملة عن 1000 عاملة ومربية ومتفانية في عملها ومخلصة فيه واعتبرها علي بن حسين النعمة وعائلته أحد أفراد أسرتهم. كانت مدبرة للمنزل وعاملة وسائقة ومرافقة للصغار والكبار في قطر وخارجها. تطبعت بطباع أهل قطر وعملت بعملهم وتعرفت على مناسباتهم.. وحرصت رحمها الله على الزيارات العائلية وكذلك زيارة المرضى بالمستشفيات وتواسيهم وتخفف عنهم. وصل اهتمامها في البيت حتى أنها تدير العاملات الأخريات وتتواصل مع المختصين في حال وجود عطل بالماء أو الكهرباء وغيره. حينما كانت تسافر في الإجازة لا تنقطع عن بيت النعمة وتتواصل معهم وتعود سريعا إليهم. تلك هي القلوب المخلصة، القلوب الوفية، القلوب المطمئنة المؤمنة. توفيت ميرنا وتركت محبة الجميع لها. عائلة النعمة الكرام أقاموا بيت عزاء لها استمر ثلاثة أيام وجاء إليهم سواء عند الرجال أو النساء كل من يعرفها أو يعرفهم وكذلك جمع غفير ممن حضر دفنها ووقف على قبرها بعد أن أوصت أن تدفن في قطر الحبيبة. تلك هي الإنسانة الرائعة التي ساهمت في بناء المجتمع المسلم مما جعل الله لها قبولا في الأرض ومحبة كل من عرفها. ما أروع أن تحب أناسا تأمرك الروح أن تعشقهم وإن لم تعرفهم ويجبرك القلب أن تدعو لهم. ماتت ميرنا على الإسلام ونطقت بالشهادة عند إسلامها وعند وفاتها. نسأل الله أن يرحمها ويجعل لها القبول في السماء كما جعل لها القبول في الأرض وأن يسكنها فسيح جناته وأن يجازي السيد علي بن حسين النعمة وأهل بيته عنها خير الجزاء. وإنا لله وإنا إليه راجعون.