إبداع راؤول وفرار الكنزاري

من مباراة لأخرى يثبت راؤول جوانزاليس النجم الإسباني أنه مكسب بالفعل من كل النواحي بانتقاله لنادي السد، وأثبت للعديد من الأصوات أنه ليس مجرد صفقة إعلامية، ولديه الكثير لتقديمه، فراؤول حسم أكثر من لقاء للزعيم، وقد تكون بدايته خجولة مع بدء الدوري، ولكنه وبعد أن تأقلم مع الفريق استعاد الحس التهديفي، وها هو يصل للهدف رقم ثمانية، والفارق بينه وبين المتصدر سباستيان سوريا هدفين فقط. ومن تابع راؤول في المباريات الأخيرة فسيجد أن النجومية لهذا اللاعب تتلخص في أسلوبه في الاستحواذ على الكرة، والقيام بدور الجنرال بتمريراته الدقيقة والماهرة، والتفاهم الكبير بين وبين خط الهجوم حيث إن أغلب أهداف السد مؤخرا كانت عن طريق تمريرات راؤول إن لم يسجلها بنفسه، ووصل التفاهم والانسجام بينه وبين خلفان ابراهيم لدرجة كبيرة، وقد يكون هذا التفاهم هو من أسباب تصدر السد لمسابقة الدوري حتى الآن، خاصة وأن راؤول وخلفان هما القوة الهجومية للزعيم، وأصحاب الأهداف الحساسة والفارقة في أكثر من لقاء، وقد يكون الفارق بين الاثنين هو الخبرة الكبيرة التي يمتلكها راؤول، وأيضا القدرة على التحكم بالكرة وإرسالها للمكان الذي يريد، ومن يريد معرفة كيف، فليتابع راؤول ويستمتع بأسلوبه الفريد في اللعب، باختصار السد وفق في التوقيع مع اللاعب لمدة عامين، وبقي أن أقول جملة ما هي: ما المانع أن يستمر راؤول أكثر من ذلك مع السد. **** يبدو أن ماهر الكنزاري قد وجد في عرض الترجي التونسي له مهربا لكي لا يستمر مع السيلية، ويتحمل مسؤولية الهبوط لاحقا إن حدث، الكنزاري مدرب له بصمة نعم، ولكن عدم استمراره مه الفريق يعتبر هروبا من المسؤولية التي كان من المفترض أن يكون أهلا لها، ورحيله الآن قد وضع إدارة السيلية في مأزق لاختيار البديل في هذا التوقيت الحرج من الدوري، صحيح أن ما حققه مع الفريق حتى الآن لا بأس به بحكم أنه غير من أسلوب وطريقة الفريق، وصحيح أنه قد حقق خمس نقاط في إحدى عشرة مباراة، ولكن كان الأحرى به أن يستمر مع الفريق حتى النهاية، ولا تكون المغادرة أشبه بالهروب. بقايا الحبر: إبداع في المقدمة، وهروب في القاع، وبينهما تكمن متعة دوري النجوم.