25 أكتوبر 2025

تسجيل

من يحمي حقوق المواطنين في اللؤلؤة؟

30 يناير 2012

لم أكن أرغب فى ان استرسل فى هذا الموضوع الذى تطرقت له فى مقالين سابقين فى 3 و12 ابريل الحالي، ولكنى تلقيت عدداً من الاتصالات من مواطنين ومقيمين وجدوا انفسهم فى دوامة التورط باستثمار اموالهم فى جزيرة اللؤلؤة. الذين ناشدوا فيها "الشرق" لايصال اصواتهم كمستثمرين وملاك للمسؤولين لعل وعسى ان يجدوا حلاً للمعضلة التى يعانون منها، خاصة ان جزءا منهم علقوا فى مرافعات قضائية (يقال 55 قضية حتى الآن) بينهم وبين المطورين وبين الشركة المتحدة. كما أننى تسلمت بيانات إيضاحية سيكون من المفيد ذكرها هنا. ومن ضمن الرسائل التى تسلمتها، رسالة من احد الاخوة مرفقة بها فواتير مطالبات مالية من احدى الشركات المطورة، احداها لتوصيل الكهرباء بقيمة 18،074 ريالا واخرى لتوصيل خدمات التكييف بقيمة 38،963 ريالا لشقته ذات غرفتى النوم (مساحة اجمالية 172 م2). اى بواقع 370 ريالا للمتر المربع الواحد. وبما ان اجمالى مساحة الوحدات السكنية فى البرج الواحد حوالى 30،400 متر مربع من واقع الخرائط الموجودة لكل برج، فان تكلفة توصيل الكهرباء والتكييف فقط للبرج الواحد حوالى 11،248،000 ريال. واذا ضربنا المبلغ فى 30 برجا (بورت اريبيا) فان حاصل التكلفة 337،440،000 ريال. وعلى افتراض نفس المبلغ لنفس عدد الابراج فى فيفا بحرية، ومبلغ 55،500،000 ريال للمساحات التجارية (150،000 م2 )، فان اجمالى التكلفة لتوصيل الكهرباء والتكييف فقط 730 مليون ريال. وهذا لا يشمل الفلل والمناطق الاخرى مثل الكارتية وايزولا دانا وكوستا مالاذ وغيرها. اما قيمة المصاريف السنوية (تكييف + صيانة) المفروضة على الملاك والمستثمرين من قبل الشركة المتحدة وقطر كوول والمطور للبرج فهى 268 ريالا للمتر المربع، اى 8،147،200 ريال للبرج الواحد. او 529 مليون ريال سنويا للأبراج فى بورت اريبيا وفيفا بحرية والمساحات التجارية وبنفس الحسبة السابقة. لا نعرف كم من هذه الملايين سيكون نصيب الشركة المتحدة او قطر كوول او المطورين. لكن نعرف بالتأكيد ان القيمة سيدفعها المستثمرون والملاك الى آخر ريال. لا شك ان من اشترى فى الجزيرة لغرض السكن او الاستثمار قد تورط بطريقة او باخرى، وخير من يعبر عن ذلك رسالة الأخت الدكتورة امينة الجابر، استاذة الفقه المقارن وفقه الأسرة بجامعة قطر، التى سأتركها تسرد فى رسالتها معاناتها والمواطنين من جراء استثمارهم فى جزيرة اللؤلؤة.... الاستاذ الكريم / عبداللطيف عبدالله آل محمود حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.. فأتقدم لسيادتك بالشكر الجزيل على تناول مشروع اللؤلؤة فى مقالك السابق المنشور على صفحات الشرق بتاريخ 3 ابريل، الذى بينت فيه الحقائق وردك اللاحق فى ذات الجريدة بتاريخ 12 ابريل بأن ليس كل ما فى البحر لؤلؤا.. وقد صدقت فى قولك ذلك أن كثيراً من المواطنين المستثمرين قد أصيبوا بنكبة كبيرة حين وثقوا فى العروض المطروحة على صفحات الجرائد الوطنية خاصة الشرق وزادت ثقتهم بأن هذا المشروع من المشاريع الوطنية المهمة التى توليها الدولة جل اهتمامها حيث تمثل الواجهة الحضارية للدولة فى استقطاب المستثمرين من شتى بقاع الأرض.. ولذا فان المواطنين قد استبشروا خيرا بهذا المشروع ووضعوا جُـلَ مدخراتهم للحصول على مكان ينعمون فيه على شاطئ بلادهم والاستمتاع ببحرهم وخليجهم بعد أن حوصروا من كل مكان بتلويث شواطئهم الجميلة بالمناظر القبيحة والأجساد العارية، ولكـن.. للأسف.. فبعد أن انتهت شركات التسويق من تسويق العمارات الخاصة بها وأمطروا المستثمرين بوابل من الوعود الرنانة.. اذ يفاجأ المواطنون وغيرهم بأن هذه العمارات قد توقفت... بسبب الازمة الاقتصادية... والتى لا دخل للمستثمر بها وبالرغم من التواصل معهم للاسراع بتسليم الوحدات لأصحابها فى مواعيدها المتفق عليها فى العقود الموقعة معهم وجدوا المماطلة والتسويف حتى كتابة هذه السطور.. وانحسار مكاتب التسويق وباختفائها ومن ثم تسليمها لشركة المتحدة للتنمية.. وبدأ المواطن المستثمر استفساراته وتساؤلاته المكوكية معها منذ نشر الاعلان فى جريدة الشرق بتاريخ 3062010 العدد 8049 حتى الآن.. واليك القصة يا أخى الكريم: لقد فكر هذا المواطن كغيره أن يستمتع فى بلده ويضع جميع مدخراته فى هذه الوحدة السكنية فى مشروع وطنى ترعاه الدولة حيث يمثل الواجهة الحقيقية لنهضتها واهتمامها.. خاصة أن الاعلانات الكثيرة والكثيفة التى أزاغت القلوب وابهرت العقول على صفحات جرائدها الوطنية خاصة الشرق الموثوق بها 100 % وباعلاناتها فقد وقع حظ هذا المواطن وغيره فى برج كاليفورنيا — بورتو آرابيا فى جزيرة اللؤلؤة - قطر..