13 سبتمبر 2025

تسجيل

المسؤولية الاجتماعية عندما تمارس بذكاء

30 يناير 2012

يعد عقد اتفاقيات شراكة بين المؤسسات الخيرية ومؤسسات القطاع الخاص في الدولة بمختلف مجالاتها وتخصصاتها إنجازاً مهماً يؤسس لمرحلة جديدة من الادوار المتقدمة التي يمكن للمؤسسات الخيرية ان تقوم بها في سبيل تحقيق اهداف إنشائها ومن ذلك الاتفاقية الطبية التي عقدتها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية راف مع مركز مغربي لطب العيون والأذن والأنف والحنجرة، بهدف تقديم خدمات طبية للفقراء والمتعففين بالداخل ومد يد العون لمن هم لا يقدرون على تحمل تكاليف العلاج التي قد تكون في كثير من الأحيان فوق قدراتهم المادية ودخلهم الشهري. كما يعتبر عقد الشراكات بين الاطراف المشار اليها وبين مختلف الفاعلين على الساحة الاجتماعية نهجاً حكيماً لحسن انفاق المال وكسب ثقة اهل الخير في ذات الوقت، فضلا عن اراحة المستفيدين والتسهيل عليهم من خلال آليات واضحة ومرنة مع مراعاة مواصفات الجودة التي تنعكس على الجميع بلا استثناء وتساهم في ازدهار المجتمع عامة ويستفيد منها أكبر عدد ممكن من المحتاجين والاسر المتعففة. علاوة على تعميم معاني الفضل والاحسان وابراز تحمل المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص. فكما يشير بعض الباحثين، فانه لم يعد تقييم شركات القطاع الخاص يعتمد على ربحيتها فحسب كما لم تعد تلك الشركات تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط، فقد ظهرت مفاهيم حديثة اقتصادية وتكنولوجية وإدارية تتعلق بخلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة في العالم. وكان من أبرز هذه المفاهيم مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات ودورها في محاربة الفقر وتحقيق التنمية في المجتمع. من مبشرات هذه الاتفاقية، ما جاء على لسان عايض القحطاني رئيس مجلس أمناء راف ومديرها العام، حيث ذكر ان من أهم بنود الاتفاقية تعهد مركز مغربي بمقتضى هذه الاتفاقية أن يقدم تخفيضات تصل لـ 50 % لصالح الحالات من ذوي الدخل المحدود التي يتم تحويلها من طرف مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله، كما للمركز أن يحول حالات مرضية من عنده لتدرس حالتها الاجتماعية من طرف إدارة خدمة المجتمع بالمؤسسة ومن ثم اعتمادها إذا استوفت شروط الدعم والمساعدة. هكذا فان المصلحة متبادلة ومتكافئة غنما وغرما. ولا غرم بعون الله في عمل الخير.