18 سبتمبر 2025
تسجيلرحل قبل أيام المؤرخ والأديب الشاعر عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد، وبرحيله فقدت المنطقة أحد أعلامها البارزين الذين عملوا على خدمتها في مجالات عديدة من خلال أعماله الأدبية ومشاركاته الفعالة في بعض اللجان والمؤسسات الرسمية والأهلية ذات العلاقة بخدمة المجتمع، وأسهم بجهد كبير في مجال الدعوة الإسلامية، والعمل التطوعي في بعض المؤسسات الخيرية، وقد كان من أوائل الداعين لإنشاء النادي الأدبي بالدمام حتى تحقق حلمه، وعين رئيسا لهذا النادي الذي شهد في عهده حراكا ثقافيا لافتا في زمن خلت فيه المنطقة من أي مؤسسة ثقافية أخرى، واستطاع أن ينقل نشاط النادي إلى محافظات أخرى ليكون قريبا من المثقفين في أماكن تواجدهم، وحظي الشباب برعاية كبيرة من النادي حينها.. من خلال إصدار أعمالهم الإبداعية، إلى جانب كبار الأدباء والمثقفين، وكذلك تنظيم الدورات التعليمية المجانية لهم في مجال اللغة العربية والشعر العربي والخطابة المنبرية، ومنحهم شهادت تثبت مشاركتهم في تلك الدورات، كما نظم النادي العديد من المسابقات الثقافية للناشئين في الشعر والقصة والنقد، وخصص لها مكافآت مجزية، وشارك النادي في كل المناسبات الوطنية حتى وإن لم تكن أدبية، وشهد النشاط المنبري للنادي في عهده حراكا لافتا شاركت فيه شخصيات بارزة من شعراء وأدباء الرعيل الأول، إلى جانب الملتقى الأسبوعي لمناقشة قضية أو كتاب جديد من إصدارات النادي، وشهد افتتاح المواسم الثقافية في كل عام احتفاليات ذات وهج إعلامي كبير، ورغم ما عرف عنه من موقف مناصر للشعر التقليدي لكنه فتح المجال لعدد من شعراء التفعيلة الذين استضافهم النادي، وإن ظل على موقفه الثابت من قصيدة النثر، فهو كأبناء جيله يصر على أن الشعر شعر، والنثر نثر، وبحكم رئاسته للنادي ورغم ان لديه العديد من المخطوطات لكنه لم يستغل النادي لطباعة كتبه، واقتصر على كتابين من إصدار النادي هما "الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد العربية السعودية" وديوانه "يا أمة الحق" وطبع بقية كتبه على حسابه الخاص. لقد بذل العبيد رحمه الله جهودا تذكر وتشكر في تأسيس هذا النادي، وهي جهود سيذكرها له التاريخ بالخير، إلى جانب ريادته في توثيق الحركة الأدبية في منطقة الخليج ممن خلال كتابه "الأدب في الخليج العربي" وكان من أوائل العاملين في الصحافة بالمنطقة عندما اشرف على تحرير جريدة "أخبار الظهران" وكانت تصدر في مدينة الدمام حتى توقفت عام 1964 م. ولجهوده الكبيرة في مجالات عديدة، تم تكريمه من قبل عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية، لقاء ما قدمه لمجتمعه ولبلاده، وللأدب العربي من أعمال وخدمات ومواقف لا تنسى. وقد انصرف في سنواته الأخيرة إلى العمل التطوعي في الجمعيات الخيرية والدعوة والإرشاد، وهو نشاط عرف به في وقت مبكر من حياته، ولم تمنعه كل الأعمال التي زاولها من المضي في هذا المجال بقلب مؤمن، وعزيمة صادقة، وإصرار كبير وعقيدة راسخة.. بأن الطريق إلى الله يمر من هذه الأبواب الخيرة دون سواها، واتخذ منهج الوسطية في أداء رسالته الإصلاحية، مما دعاه إلى محاربة الغلو وأهله، وإدانة الإرهاب ومرتكبيه، محذرا من انزلاق الشباب إلى التغريب الذي لا يراد به خيرا لهم. [email protected]