18 سبتمبر 2025
تسجيلما شاء الله ما شاء الله فكلما قلت إنه يمكن أن يصفو قلبي من محمود عباس وزمرته تعود الأيام وتثبت أن لا وئام يمكن أن تمتد حبائله بيني وبين هذه (السلطة) التي جثمت على صدر الشعب الفلسطيني ولا يبدو إن لديها النية على تركه يتنفس هواءً نقياً بعيداً عن الوطنية المزيفة التي حاول عباس منذ أن تمت تصفية شهيد القضية ياسر عرفات الالتصاق بها غصباً فإذا هي تبدو فضفاضة عليه وأكبر من حجمه بكثير!.. ففي الوثائق، التي بدأت الجزيرة الإخبارية ببثها منذ أيام قليلة وكشفت مدى التورط الفلسطيني في الجرائم التي ارتكبها الإسرائيليون في حق الشعب والمعرفة المسبقة لدى عباس وجماعته بها مسبقاً رأيت أن كل ما يمكن أن يقال عن هذه السلطة حلال في حلال وعدوها فتوى مني!.. من هذا الذي يمكن أن يصمت أمام جرائم السلطة ولا يحرك ساكناً سواء من الشعب أو الأحرار الذين عليهم أن يعلنوا انتفاضتهم أولاً على ممثلي السلطة ويعلنوا قيام تونس جديدة في بلادهم قبل أن يلتفتوا إلى العدو الإسرائيلي الذي تبدو نواياه ظاهرة ولا تحتاج ذكاء لمعرفتها أو التنبؤ بها؟!..من هذه المنظومة التي تجرؤ على تكذيب هذه الوثائق وعملاؤها يعلمون أن الجزيرة لم تفضح بقدر ما أزاحت الأغطية السوداء عن أعين ومقل شعب كان يرى العدو أمامه فغدا العدو الأكبر يسكن في دوره وبيوته ويرى من نفسه زعيماً لدولة لم تقم حتى الآن رغم مرور ما يقارب قرناً من الزمان؟!.. من هذا العباس الذي أكمل مسيرة الاستسلام العرفاتي الشهير وواصل سياسة القبل والأحضان ليخرج اليوم ويتهم الجزيرة بأنها تشوه الحقائق والوجه الجميل لسلطة وطنية تحاول أن تحقق حلم الدولة لشعبها؟!.. يا شيخ رووح!!.. أي دولة ومفهوم الدولة في مفهومك عبارة عن محاباة الجانب الإسرائيلي وطاعة الرغبات الأمريكية والاستنجاد بالعباءة العربية أن تستر من عوراتك ما تخجل هذه السطور من وصفها ورسمها؟!..بالله عليك ألا تفكر ولو قليلاً بأن تغادر الكرسي وتفيق وتنزل من أحلامك الخيالية التي تأتي الجزيرة اليوم وتحيلها في رأسك إلى كوابيس أدعو الله أن تقض مضجعك ولا ينفع معها إبر التخدير العربي التي ستهب عليك من الجامعة العربية التي ستقف بلاشك قلباً وقالباً مقلوباً بجوارك في مواساة لا أجدها في محلها مادامت لك أنت بالذات واسمح لي أن أكون أحد هذه الكوابيس ويارب تطوول؟!!.. هل من المعقول إنك كنت وزبانيتك على علم بالغارة الإسرائيلية المريعة التي اقتلعت الأخضر واليابس من غزة وأنهكت الزرع والضرع وحرقت المدارس ونبشت القبور الرطبة، التي خلا أهلها من الصلاة عليها تواً وكنت على دراية بأن الانتقام الإسرائيلي سيكون بمباركة خفية من السلطة التي من المفترض أن تكون وطنية فإذا هي تقف بجانب المجرم القاتل؟!.. والله إني لا أصدق ولكني أعلم إنني من الذين يأخذون وقتاً لا بأس به في تصديق وتكذيب ما يرونه حتى وإن بانت الأدلة والبراهين ماثلة أمامي وأجد نفسي بقوة تميل إلى التصديق باعتبار إن كل ما يقال عن السلطة المتوارثة في بيت الحكم الفلسطيني هو صدق لا يقبل القسمة على الأسباب فيظهر الناتج كذباً!.. هل يعقل إنه في الوقت الذي كان فيه أطفال غزة يقبرون تحت حجارة مدارسهم المهدمة بفعل الغارات الإسرائيلية التي لم تفرق في إجرامها الأعمى بين كبير وصغير كنت أنت وجماعتك تتمتمون لاحول ولا قوة إلا بالله كنا نعلم ولكن ليس باليد حيلة قدّر الله وما شاء فعل؟!.. هل يمكن أن نستوعب إنه في الوقت الذي كان شعب غزة يكتوي بنيران القنابل الفوسفورية الإسرائيلي كانت السلطة تتابع وتمثل علينا دور الضحية الذي يجب أن يهب لها العالم لنجدتها؟!!.. تباً!..أي وثائق أطلقت الشياطين من مخادعها وأطاحت بأوراق التوت وأسقطت الأقنعة وأظهرت الوجوه القبيحة المستترة خلف شعب يقتات من عزته وكرامته ما يغنيه عن قوت يومه؟!.. أي حقائق كانت في وثائق وأي مصائب كانت في كوارث وأي حابل اختلط بالنابل وأي محمود كان في عباس ونصر في يوسف؟!.. أفرقونا بالطيب فما لوجودكم طيب يذكر!.. سامحوني.. مقالي اليوم ذو رائحة سيئة نفاذة! فاصلة أخيرة: الملايين من الجوع تنام،، وعلى الخوف تنام،، وعلى الصمت تنام،، والملايين التي تصرف من جيب النيام،، تتهاوى فوقهم سيل بنادق،، ومشانق وقرارات اتهام،، كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق،، وبتوفير الطعام،، نهضوا بعد السبات،، يبسطون البسط الأحمر من فيض دمانا،، تحت أقدام السلام،، أرضنا تصغر عاماً بعد عام،، وحماة الأرض عملاء،، لا يهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء،، كلما ضاقت الأرض أفادونا بتوسيع الكلام،، وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام،، آه لو يجدي الكلام،، هذه الأمة ماتت والسلام! "صديقي مطر"