16 سبتمبر 2025

تسجيل

أجيبـوني !

29 ديسمبر 2015

أنتِ مثالية كثيراً ومتطلعة لأن يرفض الجميع التحولات الجديدة التي تطرأ على حياتهم وتجبرهم على التماشي معها وفق التطور السريع الذي نعيشه في هذا الزمن!.. هذا كان كلام إحدى صديقاتي المقربات مني في معرض نقاشنا حول ما هو حاصل بالمجتمع من انحراف في الأخلاق والمبادئ ومجاراة العادات الغربية الغريبة علينا.. وأنا لن أخالف صديقتي فيما قالته فيما عدا رفضي للتجدد الذي يعد فطرة إنسانية لأني مؤمنة بأن الزمن يمر بتحولات في كل شئ ومن المفترض أن تكون هناك تغييرات لكني أعيب على الذين يقحمون التغيير في القواعد وليس الهيكل فقط .. أعيب على الذين يجتثون المبادئ من جذورها ويزرعون أخرى وضعية لم يأت الله بها من سلطان!.. لست ضد التطور في الحياة لكني ضد من يستترون خلفه وقد كشفوا العورات واستحلوا المحرمات وبات كل شئ أمامهم حلالاً لا غبار عليه !.. ضد من يرى بناته ومحارمه وقد (تخصرن) بالعباءات وبتن مثل المهرجين بألوانها الفاقعة اللافتة تحت دعوى الموضة بينما هو لا يفقه من فقه الإسلام شيئاً!.. ضد من يجهل بتعاليم ديننا العظيم ويصبح (أبو العريف) في أمور العولمة وهكذا هي الدنيا يا جماعة !.. كما أن اتهامي بالمثالية لا يعد اتهاماً بقدر ما هو مديح لا مكان له .. فللأسف فقد أصبح الالتزام غريباً والانفلات شيئا طبيعيا ، يجب ألا نتعجب منه !.. هل أنا مثالية لأنني أدعو إلى احتشام يدعو له إسلامنا العظيم منذ 1400 عام؟!.. بالله عليكم أنا بذلك أكون قديمة جداً ولا مكان لي في عالم المثالية اليوم!.. هل أنا مثالية حينما أحث على أن يبقى مجتمعنا نظيفاً من أشكال الأجانب الذين يرون فيه تربة خصبة لزرع ثقافتهم الغريبة الغربية ونعمل على سقيه ورعايته بأيد ٍ وطنية سمراء؟!..هل أنا مثالية حينما أرفض الكريسمس وشجرته المضيئة وهداياه المتكدسة تحتها وأرفض هذه العادات الغربية الدخيلة في الوقت الذي يلقى فيه إسلامي وإسلامك ودين هذا المجتمع شتى أنواع الهجوم والبتر في جميع الدول الأجنبية ويرفضون حتى الحجاب الذي يرونه كالدعوة المستترة إلى الإسلام وتلقى مآذن المساجد التي يشبهونها بأسنة الصواريخ القاتلة، المنع العنصري من إقامتها بينما أنا هنا أقبل بكل (تفاهتهم) ؟!.. هل يعقل هذا؟!..أجيبوني أين المثالية إن كنت أنكر عليهم ما ينكرونه علي، وكل حسب نظرته ورؤيته؟!..هل أنا كذلك حينما أتوجه للأب المسئول والأم المسئولة وأسألهم ماذا فعل أبناؤكم في اليوم الوطني؟!.. كيف تعالت أصوات الشباب وزادت عليها أصوات البنات دون حياء أو خجل؟!..هل كنت متخلفة حينما رفضت الاحتفال بالسنة الميلادية وبالهالوين التي نراهما برستيجاً متمدناً يجب أن نواكبه في الوقت الذي نرى فيه الاحتفالات بمولد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأعياد الفطر والأضحى بدعاً تؤدي إلى الضلال ولا مكان لهذا الأخير سوى النار؟!.. حدثوا العاقل بما يعقل!..أين المثالية في إنني أريد أن أحتفظ بما أقره لي ديني منذ قرون ولا أريد أن يفرض علي أحدهم ثقافة مستحدثة تلقى كل سنة تجديداً في طقوسها!..إن كنت تعدين ذلك اتهاماً فأرجو أن أكون متهمة في نظرك وفي نظر الآخرين وفي نظر العالم بأسره!.. فليس أجمل من أجد نفسي متهمة بهكذا تهمة ولكني سأضيق بسجنها.. أعرف نفسي جيداً .. بينما أنتِ لا يبدو إنك تعرفين صديقتكِ كما تظنين !. فاصلة أخيرة:الحمدلله .. خلقني الله مسلمة !!تأملوا قليلاً .. فوالله ما رأيت نعمة أمسي وأصبح عليها أحلى وأعذب من نعمة أن أكون مسلمة وأعرف مصيري بيد الله خالقي وغيري ملحد مشرك يظن أن مصيره بيد قسيس جاهل ! .