15 سبتمبر 2025
تسجيلمع استمرار حالة التطاحن والصراع الداخلي في العراق المصحوبة بإدارة حرب كونية مصغرة ضد الإرهاب في الساحة العراقية، يبدو الوضع العراقي مفتوحا على احتمالات وتطورات عديدة أبرزها تغول الدور الإيراني العسكري في العراق ودخوله في معمعة تحويل العراق بأسره لمنطقة عمليات ومناورات عسكرية للجهد العسكري الإيراني، ونقطة مركزية فاصلة من نقاط تمركز وتموضع وانتشار القوات الإيرانية في الشرق القديم. فوفقا لمعلومات من عمق الداخل الإيراني فإن زيادة التورط الإيراني قد تبلور من خلال زيادة عدد أفراد الجيش والحرس الثوري في العمق العراقي وعبر المشاركة الفاعلة في تأمين ظهر الحكومة العراقية بعد الانهيار العسكري العراقي الشامل في العاشر من حزيران- يونيو 2014 وهو الانهيار الذي كان يعني أشياء كثيرة أهمها هشاشة الحكومة العراقية وسوء إدارتها لملفات الأزمة العراقية والإغراق في السياسة الطائفية التي مزقت نسيج الوحدة الوطنية الواهي أصلا بسبب طائفية الحكومة العراقية الرثة زمن نوري المالكي الذي كان رمزا طائفيا عدوانيا أسس لحالة الخراب العراقي الشامل الذي يعانيه العراق ولم يفق من تداعياته حتى اللحظة رغم تبدل الوجوه الحاكمة وعبر ماكياج ترقيعي يحاول تجميل القبائح بصورة اعتباطية.. لقد كرس انهيار الوضع العراقي وضعف قبضة السلطة بعد التشتت العسكري الكبير والنزيف المالي الرهيب دورا إيرانيا متعاظما يحاول رتق الفتوق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال التدخل المباشر عبر تفعيل الخطوط الإيرانية في السلطة العراقية من خلال جماعات الحرس الثوري من العراقيين في فيلق القدس ومنهم عناصر قيادية في الحكومة العراقية لا زالت حتى اليوم تستلم رواتبها من طهران لكونها مسجلة في سجلات رواتب الحرس الثوري!! وعدد هؤلاء بالآلاف يحتلون مواقعا قيادية مهمة في الحكومة العراقية؟ ثم إن الخبرة الاستشارية الإيرانية قد أدت لتأسيس منظمة تعبئة عسكرية عراقية شبيهة بمؤسسة ( تعبئة المستضعفين ) أو الباسيج وهي مجاميع ( الحشد الشعبي ) الطائفي والتي تحول بعضها لميليشيات طائفية سائبة تمارس جريمة التطهير الطائفي في مناطق النزاع الساخنة وخصوصا في ديالى التي تعرض فيها أهل السنة لمجزرة حقيقية ولعدوان طائفي كريه ليس له ما يبرره بالمرة سوى رغبات ثأرية انتقامية من عناصر حاقدة كان ينبغي على السلطة مقاومتها وحماية شعبها بدلا من أن تستظل بظل السلطة وآلياتها وشعاراتها في تنفيذ جرائمها، الإيرانيون اليوم أصبحوا طرفا رئيسيا ومباشرا في الصراع الداخلي العراقي وعصاباتهم التي ربوها في أحضانهم وخصوصا مجموعة الحرسي الإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس مسؤولة مسؤولية مباشرة عن جميع جرائم و تعديات الميليشيات السائبة، إضافة لكون الإيرانيين قد قطعوا خطوات بعيدة في انتهاك السيادة العراقية المفترضة من خلال إعادة تأكيدهم على كون المقامات الدينية في العراق تمثل خطا أحمر لأي تدخل إيراني مباشر!! لقد تدخل الإيرانيون بفظاظة في قمع الثورة السورية بحجة الدفاع عن ضريح ( السيدة زينب )! رغم أن الثورة السورية كانت ضد نظام الأسد المتوحش ومخابراته وليس ضد المساجد أو المقامات! وأرسلوا عصاباتهم الطائفية اللبنانية والعراقية لتقتل وتدمر وتخلق أجواء وشحنات عداوة طائفية لم تكن واردة أبدا ولا في الحسبان ؟ واليوم يعمق النظام الإيراني الجراح العراقية النازفة والمفتوحة من خلال دعم العصابات السائبة التي تمارس جرائم طائفية بشعة وليس لها مثيل في تاريخ العراق المعاصر، لقد تباهى الإيرانيون بقدرتهم على اختراق الشرق العربي في العراق ولبنان و سوريا وصولا لليمن ولكنهم يتوهمون بإن بإمكانهم فرض إرادتهم وقرارهم على الشعب العراقي أو أن تكون بغداد الرشيد ملعبا مستباحا لحرسهم الثوري الذي فشل في حرب الثمانينيات من القرن الماضي للوصول لكربلاء!! بينما يتبجح الإيرانيون اليوم بأن أمنهم القومي يبدأ من بغداد!! وتلك كارثة كبرى وحقيقية، لكون دخول الحرس الثوري للعمق العراقي لن يوفر الأمن لا لحكومة العراق و لا للنظام الإيراني ذاته، بل سيخلق عوامل استجابة وطنية لتحد إيراني وبما سيصعد من حالة الصراع الداخلي لمديات مرهقة لجميع الأطراف!، الإيرانيون يغامرون في لعبة موت قاتلة ستجلب الخراب للمنطقة بأسرها، فهل يرعوي أصحاب دعوات الثأر والانتقام والحقد! تلك هي المسألة... لن يحمي بغداد سوى شعبها العراقي الحر، فهي ستظل قلعة لأسود العروبة والإسلام؟...