11 سبتمبر 2025
تسجيلنأكل.. ونحن متوارون كمن يأكل لحمه، خجلاً من جوعهم نشرب بغصّة، خجلاً من عطش أطفالهم نضحك أحياناً، ثمّ نتراجع بسرعةٍ دامعة، خجلاً من بكائهم نتنفس ذكراهم.. لكن بفجيعة ذاكرتنا المثقوبة، خجلاً من لهاثهم وهم يركضون من القنص والقصف. نتدفأ.. ونحن مكسورون، خجلاً من بردهم نكتب، بنزفٍ شديد ولا من دماء، خجلاً من خنقهم نبكي ونحن نقرأ الفاتحة ليلاً قبل النوم بصمت مهيب خجلاً من شهدائهم. ننام.. ونحن نفتش في أحلامنا عن الصبح لهم، خجلاً من أحلامهم ودمائهم. نعيش .. بمنتهى التوقف، خجلاً من موتهم نريد أن نحيا لا أن نعيش آه كم قشّرونا كفاكهة ناضجة حتى فقدنا يومنا مع أمسنا هرّبوا آثارنا، أعلامنا، أحلامنا طعنوه من الخلف، لكنه لا يموت هذا التاريخ الوالد المحب كم مرة تتآمرون عليه تطمسونه فيطلع لكم من النوافذ جارف كالشعر، يقرأ عاركم هذا التاريخ الواقف من علٍ يتفرج على خيبتكم كم مرة تهيلون عليه التراب وهو طائر الفينيق سأرتديه ولو وحدي، لا غيره يقيني البرد لا غيره يعيد لي الألق سأحمله في الظلام، فانوس زيت لأنني مجروحة وقاضمة، واقفة وباسقة، مشعة وقاسية هذا ليس غروراً بل لأنه الوحيد الذي يعرف قيمة الذهب عندما يعلن الجميع إفلاسهم أنا لست الوحيدة هذا نموذج للسوري أينما جُرح.