11 سبتمبر 2025

تسجيل

نكون أو لا نكون

15 مارس 2015

لم يكن جرح البلاد هو جواز الدخول إلى مدن الروح وحسب، كان «نارنج» الشام الذي اعتقلوه في زنزانة الوقت المريب سنينا طوالا. جمعوه من بيوت كثيرة أكثر من انفلاتهم وأغرب من بقائهم. لماذا رميت خلفك رزمة من وجع البلاد وجئت؟! كلّ الأفراح لديّ تماهت مع أوجاعها: - على ثرى بردى نزف أدونيسي طويلا، لتُزهر في المقبلات من الأيام شقائق نعمان ومنثور بقاء. - إلى بغداد وبيروت وصنعاء والقاهرة ووو... طارت زواجلي مع رتائم بوحها. تذكّر إذًا أنني من ها هنا فقدت بوصلتي فالتقطتها الطيور. هذا هو العشق الذي نرتفع - كلما هبطنا - إليه. فأنا لا أُجيد كرهًا إلا للعبة السياسة وقذارة دكاكينها الدولية. لماذا؟! لأنني أؤمن حد الترف أن الثورات يشعلها الأبطال ويقطفها الجبناء. فلماذا مستغربٌ أنت من ظلّي وصمتي وإيماني إلى هذا الأوان؟! «أنا فيّ أوجاع وأحلامٌ وعشقُ/ أنا يا طبيبُ/ ليس تؤلمني ضلوعي/ ما خلف أيسرها/ لتوجعُني دمشقُ لا كسر في ظهري ولكن/ في كل «باب أو يد رُفعتْ مضرّجة تدقُ» في شمسها/ والشمس حقُ/ في عزّها والعزّ عتقُ/ في كحلها والعين صدقُ/ والكسر - لو تدري - بأيامي الـ تتالت/ ألا يا طبيبُ / قامة الشام التي كُسِرتْ ومالت/ فانهال يحملها الأحبة والبنونُ/ ليضمّها في ساعدية قاسيونُ/ فتماسكت وبطرفها قالت: أكون شامكم أو لا أكونُ».