11 سبتمبر 2025

تسجيل

تصريحات خطيرة

29 ديسمبر 2011

التصريحات الأخيرة الخطيرة التي صرّح بها مؤخراً على قناة الجزيرة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كانت بمثابة وقفة أخرى لنا للتأمل عند الحديث عن الظلمة والمجرمين من أمثال بشار الأسد "قاتله الله" والذي كنت قد بدأت الحديث عنه وسأواصل ذلك حتى يسقط هذا الصنم المعبود من دون الله من قبل أنصار هذا الطاغوت في سوريا أو لبنان أو إيران والعراق أو حتى عندنا في دول الخليج العربي وفي قطر حيث يتعاطف زمرة وشرذمة قليلون مع هذا الطاغية الذين يؤيدونه في عقيدته وما يقوم به من قتل وسفك لدماء المسلمين، وللأسف فإن هؤلاء يضمرون الحقد الدفين على الإسلام وأهله، ويحقدون على أهل السنة والجماعة في شتى العصور والدهور، وليس بعد تعرضهم لعرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أدنى شك على كفرهم رغم تسترهم بالإسلام شكلاً ومظهرا، وما قولهم في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ذلك البهتان العظيم الذي افتراه أجدادهم من المنافقين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا إلا دليل على كفرهم الذي أخفوه في بواطنهم حقداً وكرهاً على الإسلام وأهله. نعود لنتحدث عن تلك التصريحات التي قالها السيد خالد مشعل بأنه يُكنّ كل التقدير للنظام السوري لوقوفه مع حركة حماس واحتضانه لرموز وقادة الحركة وهو في الوقت نفسه يُكنّ كل التقدير للشعب السوري كذلك في إشارة إلى "مسك العصا من النص" وحينما تم سؤاله عن الرئيس السوري تحديداً لتضييق الإجابة حول رأيه عنه، قال إنه كذلك مع الشعب في مطالبته بالحرية والعدالة وهو ليس مع قمع الشعب السوري مختتماً حديثه بأن هذا شأن داخلي واستدعى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" وكأنه يختتم الحديث عن هذا الظالم بأنه راعٍ ومسؤول عن سوريا وعن الشعب السوري بالشكل الذي يراه. إنني أدرك تعقيد الموقف لدى السيد خالد مشعل وعدم قدرته في قدح ووصف النظام السوري بأوصافه الحقيقية التي يستحقها خاصة أن سوريا استضافت قادة حركة حماس في الوقت الذي لفظتهم فيه كل الأنظمة العربية تقريباً خوفاً على مشاعر إسرائيل باستثناء قطر التي دعمت حماس بشكل متواصل، ولكني أدرك أيضاً بأننا يجب أن نتخذ مواقف بطولية رجولية في الشهادة بالحق وقول الحق حتى أمام سلطان جائر كهذا المجرم القاتل بشار الذي لا يستحق أن يكون راعياً لشعب مسلم أصيل كالشعب السوري ولهذا البلد العظيم الذي خرج منه العلماء والفقهاء والأدباء على امتداد التاريخ، وأدرك بأن خالد مشعل رجلٌ مجاهد يستحق كل المدح والتقدير باستثناء بعض مواقفه المفرطة في مدح الخميني مثلاً أو هذا الموقف عندما أسكته "صنع المعروف" عن قول الحق المطلق في شأن هذا القاتل المجرم. ما من شك في أن السياسة تدار وفق مصالح مشتركة لا وفق مبادئ وأسس شرعية في الغالب، ولكن تبقى هنا النقطة الحاسمة التي يجب أن يتفوق فيها الجانب الشرعي على كل الجوانب الأخرى حتى وإن كانت سياسة بحتة ويترتب عليها عواقب قد تكون وخيمة، لأن الإسلام علّمنا بأن النصر ليس من عند هؤلاء الذين نتعلّق بهم كأسباب دنيوية متدنيّة، وإنما يتعلق النصر بأسباب دينية مرتبطة بقوة الإيمان والثقة بنصر الله حتى وفي أحلك الظروف وعندما يتخلى الآخرون عنك ويبقى الكل يتساءل "متى نصر الله" لتكون الإجابة بشكل قرآني فوري "ألا إن نصر الله قريب". إنني أعتقد بأن خالد مشعل أخطأ في تلك التصريحات وبغض النظر عن المبررات التي قد يبررها وجود قادة حماس في كنف هذا الطاغية، وكان ينبغي عليه على أقل تقدير أن يبتعد عن مثل هذه التصريحات التي قد تجلب له القيل والقال، وكلنا يعلم بأن تصريحات خالد مشعل لا تمثل إلا نفسه وأقواله، فحركة حماس بتاريخها البطولي في جهاد العدو الصهيوني وبما خلّده تاريخها من رموز وشهداء قضوا نحبهم وآخرون ينتظرون، من أمثال الشيخ المجاهد أحمد ياسين والمجاهد عبدالعزيز الرنتيسي عليهم رحمة الله، فتلك الحركة ستبقى نجماً ساطعاً في سماء الجهاد في سبيل الله مع غيرها من حركات الجهاد الإسلامي لا حركات الذل والتواطؤ أو غيرها من حركات الإدعاء بمقاومة العدو الإسرائيلي كحزب الله وغيرها.. وللحديث بقية.