16 سبتمبر 2025

تسجيل

محنة المسلمين القادمة

29 نوفمبر 2016

مرت دار الإسلام منذ فجر رسالتها المحمدية بعديد المحن و عديد الانتصارات و اليوم لم نعد قادرين على إحصاء محن المسلمين في الشرق والغرب بعد أن ضاعت انتصاراتهم فإن الملايين منهم يعيشون في أتون حروب أهلية منذ ما قيل إنه ربيع ! في كل من سوريا والعراق و ليبيا و اليمن وملايين منهم يتعرضون إلى عمليات إبادة ممنهجة أمام صمت العالم في كل من الشيشان و بورما و إفريقيا الوسطى و نيجيريا و الصين الشعبية و بالطبع في فلسطين المحتلة. واعتقدنا نحن الذين كتب عليهم الاستبداد أن يهاجروا منذ عقود إلى الغرب بجناحيه أوروبا و أمريكا أننا في مأمن أمين إلى حين حيث ولد أولادنا هنا و تعلموا في مدارس الغرب واندمجوا في هذه المجتمعات و يحملون جنسيات دولها و قلنا إن قدرنا من مشيئة الله سبحانه و عشنا في سلام نحترم قوانين و تقاليد هذه الشعوب و نحاول أن نعطي فكرة صحيحة عن ديننا و قيمنا و نوفق في أغلب الأحيان في التعايش السليم مع الناس الطيبين هنا وهم كثر. إلا أننا اليوم أصبحنا نعاني مصائب لا يد لنا فيها بل إن عمى دول الاستبداد المشرقي هي التي صدرتها للغرب حين تفاقمت أزماتنا و اشتد تهميش شباب العرب وكثرت بطالتهم و أصبح شبابنا مخيرا أمام فرضيتين : إما الهجرة الى الغرب عابرين البحار على مراكب الموت وإما الهجرة الى بؤر العنف ليتحول إلى إرهابي يائس منتحر وفي أقل الحالات سوءا يظل في بلاده عاطلا رغم شهاداته و خبرته بدون أمل في حياة كريمة. و قد تأكد لنا أن المستبدين الراحلين حل محلهم العاجزون الجهلة ! فضاعت الشعوب في مهب الفوضى وغياب الدولة بعد أن قامت انتفاضات شعبية ! نعم التحقت بنا المصائب و أدركتنا هنا في باريس و لندن و بروكسل و نيويورك فتغيرت نظرة الناس الطيبين لنا وهم من جيراننا و أصحابنا و زملائنا و أحيانا أصهارنا ! فكيف نلوم من شهد مصرع المئات من مواطنيه في مسرح الباتاكلان بباريس و في محطات المترو في بروكسل و في كورنيش مدينة نيس الفرنسية ؟ كيف نلوم هؤلاء الأبرياء يتعاطفون مع أبرياء مثلهم حين يدخل إرهابي شاب (متعللا بالدين حاشا الدين !) إلى شاطئ فندق في مدينة سوسة التونسية ويقتل في دقائق 38 سائحا بريطانيا لا ذنب لهم إلا أنهم اختاروا بلادنا للسياحة ذات صيف ؟ المواطن البريطاني و الفرنسي و البلجيكي و الأمريكي هو إنسان عادي يفكر حسب الانطباع الأول وهذا حقه و يريد أن يحمي نفسه و يحصن مجتمعه و لا يدرك أن العالم بأسره ضحية منظومة عالمية أطلسية ظالمة هي التي تصنع الإرهاب وتغذيه. وتبدأ محنتنا الجديدة واضحة في نتائج عمليات التحول السياسي و القانوني لهذه الأمم مع محطات الانتخابات في كل المستويات. و أيضا مع مخاطر مواجهة نووية بين أمريكا و روسيا فيما يتعلق باختلاف المصالح و تضاد الاستراتيجيات بين واشنطن وموسكو في بلادنا العربية و كذلك في أوكرانيا.