30 أكتوبر 2025

تسجيل

الإعلام الجديد

29 نوفمبر 2015

أسئلة كثيرة باتت تلح وبقوة على المشهد الإعلامي عن السوشيال ميديا أو وسائل التواصل الإجتماعي، هل هي إعلام جديد؟ وهل هي إعلام حقيقي؟ وهل لها مصداقية يجب التوقف عندها؟ وهل لها تأثير في تغير المشهد الإعلامي؟ وهل وجودها قلل من حجم تلقي الصحافة الاحترافية التقليدية؟ والحقيقة أن الرد على هذا الموضوع يحتاج إلى أبحاث وندوات واستطلاعات رأى بحثية علمية، ولكن هذا ما نشاهده الآن! ولا ننكر دور المغردين ودور صفحات التواصل عبر الفيس بوك والإنستجرام والتويتر وغيرها، لذا رصدت الصحافة الفرنسية دور وسائل التواصل الاجتماعي في التعامل مع كارثة باريس والاعتداء الإرهابي الذي ضربها في عدة مناطق، حيث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصة تجمع أهم الأخبار التي تخرج على لسان شهود عيان ومسؤولين ومكان لنشر التصريحات الرسمية، بالإضافة إلى نشر الأكاذيب والتهويل. وهنا أعرض تقرير بثته bbc البريطانية عن التأثير السلبي والإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي خلال حادث باريس الإرهابي، والذي ينعكس على أي حادثة كبرى تحدث في أي مكان في العالم، حيث أكد التقرير الذي لخص أهم ما جاء فيه على أن تأثير تلك الوسائل كان في عدة نقاط، منها:-1- نشر الرعب بطريقة مهولة، حيث بدا تعامل العالم مع الهجمات والكوارث على السوشيال ميديا خطيرا للغاية، لأنه ينشر الرعب بين المواطنين ويعظم من واقع الأمر، ويجعل الأهل والأقارب يصابون بالذعر ولا يساعد على التهدئة.2- تبادل الاتهامات، حيث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات لتبادل الاتهامات ونشر اللغات غير السلمية بين سكان الدول المختلفة، وحالة الغضب ساهمت في نشر العديد من العداء على المواقع بين المستخدمين أصحاب الخلفيات المختلفة.3- نشر الأكاذيب في الحوادث الكبرى والهامة، بحيث لا يمكن أن يلجأ العالم إلى مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار ومتابعة الأحداث، بسبب كثرة الشائعات وتهويل الأمر وزيادة أعداد الضحايا والمصابين وفقا للميول والاعتقادات الشخصية.4- قوة السوشيال ميديا، فلقد أثرت مواقع التواصل الاجتماعي بقوة في حادث باريس، حيث تم إطلاق أدوات للتحقق من السلامة ومجموعة من الهاشتاجات الخاصة بالاطمئنان على الأهل والأقارب هناك، بالإضافة إلى عرض منازل آمنة للجوء إليها والبحث عن المفقودين، كما كانت مصدر رئيسي للتأثير على الأحداث.ومما سبق يتبين لنا تأثير تلك الوسائل سواء سلبا أم إيجابا وتكون النصيحة لأى دولة تتضرر من الإشاعات والمعلومات الغير سلمية التي تبث عبر وسائل التواصل في ظل عدم تحكم أي دول في العالم في تلك المواقع أو تتحكم في ما يُنشر عليها، لأنه لا يوجد تشريع ينصّ على ذلك، ولكن فقط تستطيع أن تحاسب من يسيء استخدامها إذا كانت هناك مظلة تشريعية تمنع ذلك وتحمي الناس وحقوق المجتمع على الفضاء الإلكتروني، وهذا غير موجود على ما أعتقد في كثير من بلداننا العربية.لذا أرى أنه يجب أن يتم وضع تشريع خاص للتعامل مع كل هذه المواقع الاجتماعية، حيث يقوم بعض الأفراد على الجانب الآخر باستعمال هذه المواقع بالشكل الخاطئ وبث أخبار كاذبة تؤدي إلى حدوث مشكلات وطنية واجتماعية جسيمة.وأخيراً، إن تلك المواقع خلقت كفضاء للتعبير وحرية الرأي المقنن الواعي وتبادل الأفكار والصداقات والتعرف على ثقافات وحضارات شعوب أخرى، وليست مجالا للتدمير والسب ونشر أفكار عدائية وإشاعات وأكاذيب مغرضة لا حصر لها وسلامتكم.