09 نوفمبر 2025

تسجيل

قطر.. اصعدي فوق

29 نوفمبر 2011

مَن منا لا يحب أن يفرح ويطلق الأهازيج بل ويمضي يوماً كاملاً دون عمل سوى أن يضحك فقط؟.. بالطبع كلنا يود ذلك!.. ولكن، ويعلم الجميع استجدائي بحرف الاستدراك هذا — كيف يكون الفرح وكيف هي الضحكة؟، هذا هو السؤال الذي لربما سيعجز عن الإجابة عليه بعض فتيات وشباب قطر الذين ينتظرون (احتفالات اليوم الوطني) في الثامن عشر من شهر ديسمبر الذي سيطل بعد أيام قليلة في افتتاحية غير مبشرة لآخر شهر من هذا العام الكئيب على جميع الأصعدة.. تلك الاحتفالات التي تحمل الكثير من المعاني الرائعة والروح الجميلة في التعايش مع هذه المناسبة الوطنية التي للأسف يتم الاحتفال فيها بطريقة مشوهة لا تعبر عن الفرح القطري لاسيما وأن المناسبة لا تستحمل (سخافة) هؤلاء الذين يحيلون الرقي إلى رخص تترجمه بعض الفتيات إلى عرض لحومهن وأخلاقهن والتربية المعدومة على متن السيارات المكشوفة بينما يسايرهن الشباب معدومو التربية أيضاً في الرقص وهز الخصور وتبادل الأرقام و(بن الكودات) لأجهزة البلاك بيري والغمزات واللمزات وربما اللمسات في المسيرة التي يتجهز لها هؤلاء وهي في الأساس مسيرة تعبر عن (مسيرة وطن) منذ التأسيس وحتى اللحظة التي يسدل الستار عنها ويتأهب الجميع للعودة للعمل في اليوم التالي!.. هذا ببساطة ما بات ينتظره هؤلاء الذين باتوا كثرة ويتزايدون كل عام بعد أن كانوا قلة وعذرنا (يهال وودهم يستانسون)!!.. هذا ببساطة ما أصبح ينتظرنا في مسرات اليوم الوطني الذي نفتتحه بعروض عسكرية مهيبة ونختتمه بعروض شبابية رخيصة تترجم الفرح بشكلها المشوه المعوج والله!.. والسؤال هنا الذي يبدو أكبر وأعظم وأقوى من الذي ابتدرت به مقالي وهو هل تستحق قطر كل هذا؟!.. هل يستحق هذا البلد أن يقف شبابه فوق أسقف السيارات يتمايلون مثل الراقصات ويستبيحون الطرقات بالاهتزاز الشنيع المريع؟!.. هل يجدر بهذا الوطن، الذي يعبر في أهم يوم من أيام السنة كيف وُلد ونشأ وكبر ورعته أيادٍ وسواعد قوية، أن يعبِّر عنه مثل هؤلاء صغار العقل والدين والتربية وكيف بمقدورهم للأسف أن يحيلوا يوم السعد إلى يوم نكد بتصرفات نعجب من دور الأهل في تربيتهم ومراقبة تصرفاتهم لا سيما الفتيات اللاتي أجد نفسي في حيرة من أمري وأنا أراهن يرقصن ويصرخن بنشوة ويتقافزن فوق السيارات مثل (القرود المجنونة) ولا يمكن أن يلتفتن لروح الالتزام القليل المنطلق من كونهن مسلمات حتى وإن كن بالاسم ولكنهن في النهاية يحملن صفة الإسلام في شهادات الميلاد أو يخفن من أخ له حمية وغيرة لربما يشارك في المسيرة ويجد أخته معلقة فوق سيارة تضحك لهذا وتكلم هذا وتتبادل رقمها مع ذاك أو خشية من عيال عم لا يمكن أن يرضوا بأن يروا (شرف العائلة) تستبيحه اللائي كن من الأولى أن يخشين من رب العباد قبل أن يستجدوا خوفاً من العباد؟!.. فهل هؤلاء أبناء وبنات حمايل؟!.. دعونا نكن صادقين ولنعترف بأن اليوم الوطني أصبح يمثل للكثيرين فرصة (لتجديد مواثيق الحب) مع وجوه جديدة في سلك التعارف الذي تطول حباله في مساء الثامن عشر من ديسمبر للأسف!.. دعونا ننتظر المهازل التي يقوم بها مَن يرون في فرحة الوطن فرصة لتوقيع علاقات جديدة في لعبة تسمى بـ (لعبة الحب) على موضة هذا العصر!.. والله ثم بالله قطر أكبر وأرقى من كل هذا.. أكبر من رقص لا تعرف أن تفرق فيه بين الصبي والفتاة وأعظم من بعض فئات من الشعب يرفعون علم قطر ليس من باب الفخر ولكن من بوابة الفقر الديني والأخلاقي وهذا ما بتنا نحسب له ألف حساب في يوم واحد من السنة يزيد من إجهاض روح الالتزام في مجتمعنا الذي نخاف أن يمسي بحال سيئ ويصبح بحال أسوأ.. أرجوكم رفقاً بكرامة هذا الوطن.. رفقاً بعزته بشموخه بعنفوانه بأدبه بروحه بتربيته بأخلاقه وأهم من ذلك كله بـ (دينه)!.. ويحكم وهل تستحق قطر هذا؟!! فاصلة أخيرة: من أجلي ومن أجل ابنتك.. وأختي وشقيقتك.. وأمي وخالتك.. وعمتي وزوجة عمك.. دعوا الحياء يربو بيننا فهو يستحق حسن المقام بعد أن اختبرنا فيه حسن التربية!!