13 سبتمبر 2025
تسجيلفي أول مناظرة مشهودة تفوقت مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون على دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، وسجلت في مرماه أهدافا عدة جعلته يلجأ بين الحين والآخر إلى كوب الماء الذي يلتقط من خلاله أنفاسه، ويمنح لسانه قدرة على الحركة خاصة بعد تعرية نقاط ضعفه ومعلومات عن تاريخه، خصوصا طرقه الملتوية في كسب المال والتهرب الضريبي، وقد حاول دفع اتهامات خصمه لكنه فشل، وخصوصا عندما قال إنه قدم 102 مليون دولار لجمعيات خيرية خلال السنوات الخمس الماضية، لكن تحقيقا أجرته صحيفة واشنطن بوست أكد عدم وجود دليل يثبت تبرع شركات ترامب بأي هبات بعد عام 2008 رغم تبجحه بامتلاك ثروة طائلة قدرها بعشرة مليارات دولار بينما قدرت فوربس حجم ثروته بنحو 4.5 مليار. وبعد انتهاء المناظرة التي وصفت بالتاريخية حيث شاهدها أكثر من 84 مليون أمريكي، تعهد ترامب بأن يكون أكثر حدة في المناظرة المقبلة التي ستنظم في التاسع من شهر أكتوبر المقبل حيث قال إنه سيتطرق إلى ما تم التغاضي عنه في المناظرة الأولى وهو الفضائح الجنسية والأخلاقية لمنافسته هيلاري كلينتون، وخصوصا ما تسرب من بريدها الإلكتروني الشخصي وما سمي بفضيحة بنغازي لأن الإدارة الأمريكية التي كانت هيلاري وزيرة لخارجيتها ترددت في رواياتها المختلفة بشأن ملابسات مقتل السفير كريستوفر ستيفنز في 11 سبتمبر 2012 ما أثار جدلا كبيرا حول ما كان يعرفه البيت الأبيض فعلياً وما قد يكون حاول إخفاءه بشأن هذا الهجوم. حظيت المناظرة بنقاش كبير في أوساط العرب والمسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقد حصد وسم عنوانه: مناظرة_ترامب_و_كلينتون أكثر من 21 ألف تغريدة منذ تدشينه عند انطلاق المناظرة فجر يوم الثلاثاء الماضي، تنوعت بين التمني بأن تصبح كلينتون رئيسة وبين إبراز مساوئ ترامب العنصرية وكراهيته للمسلمين. وقد اتفقت مع تعليقات المغردين العرب هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز عندما قالت: صحيح أن المناظرة مثيرة لكن عندما يكون مرشح واحد فقط جاد بينما الآخر متلسط وفارغ فإن المناظرة تفقد معناها. ولم تجد الصحيفة بعد ذلك بدا من إعلان دعمها للمرشحة الديمقراطية في السباق إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون حيث أشادت بخبرتها وأفكارها البراغماتية في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب الذي لم يكشف شيئا عن نفسه وخططه بل يقطع وعودا بعيدة المنال، ولم تكتف الصحيفة بذلك بل وصفت ترامب بأنه أسوأ مرشح لحزب كبير في التاريخ المعاصر. كثير من العرب والمسلمين يتعاطف مع هيلاري كلينتون ربما لأن ترامب أظهر حقدا دفينا تجاه المهاجرين والمسلمين حيث طالب بمنع دخول المسلمين إلى أمريكا، لكن كذلك لا يمنحنا حق الإسراف في التمني لأن كلا المرشحين لن يأخذ في الحسبان تطلعات العرب والمسلمين بل سيعملان وفق رؤية الناخب الأمريكي والمصالح الإستراتيجية التي تضع محدداتها الاستخبارات ومراكز التفكير المستقبلي، يتجلى ذلك عند بحث موقف المرشحين من الصراع العربي الإسرائيلي فقد وعدت هيلاري كلينتون بنيامين نتنياهو بعدم فرض أي حل على إسرائيل، بينما وَعَدَ المرشح الجمهوري دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في حال فوزه، وإبقاءِ المدينة عاصمة أبدية موحدة للكيان الصهيوني. وهنا يتجلى ثقل وتأثير اللوبي اليهودي في السياسة الأمريكية، ولذلك فإن السعي لكسب الصوت اليهودي واستدرار تأييد قادة إسرائيل يبلغ ذروته في السباق المحموم نحو البيت الأبيض، فالولايات المتحدة هي صديقة إسرائيل الكبيرة وستبقى كذلك أيا كان الفائز بالانتخابات، فعندما فاز باراك أوباما ( أبوحسين ) علق العرب والمسلمون آمالا كبيرة، لكن وضعهم بعد مجيئه ازداد سوءًا وأصبحت كثير من بلدانهم نهبا للصراعات المسلحة والحروب وأخرى في الطريق .