11 سبتمبر 2025

تسجيل

"بلح الشام وعنب اليمن"

29 سبتمبر 2011

مع مرور الوقت وانشغال العالم العربي والإسلامي بمجموعة أحداث عارضة كموضوع طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وغيرها من الأحداث الداخلية والخارجية لكل دولة على حدة.. يصبح الأمر برداً وسلاماً على الرئيس السوري بشار الأسد الذي لايزال يقتل ويفعل الجرائم البشعة هو وجيشه النازي التتري الذي لم نشهد له مثيلاً في تاريخ الثورات العربية الأخيرة، فهذا الجيش الوحيد من الجيوش العربية في دول الثورات الذي نزع وطنيته وشرفه وقلبه وجعلها أمام مرمى وقدمي رئيسه يدوسهما كيفما شاء ويركلهما كيفما شاء ويظن - وساء ظنه – أنه بذلك يتقرب إلى سيّده ومالك أمره، ونسي من في هذا الجيش من جنود وضباط وقادة أن مالكم الله رب العالمين وأنهم إليه راجعون لا محاله .. فيسألهم من ربكم الأعلى ؟ فهل يا ترى يملكون قول " بشّار " وقتها كما كانوا يفعلون بالدنيا ويجبرون الناس كرهاً وقسراً وتعذيباً على قول " لا إله إلا بشار ". إننا لم نر من اليهود تلك التصرفات والأفعال التي يندى لها الجبين وتجف لأجلها العيون، فاليهود لم يرتكبوا مثل هذه المجازر جهاراً نهاراً ولا بمثل هذه الوحشية والعدائية المطلقة لإدراكهم بأن الآخرين يراقبونهم وينظرون إليهم، فهم يخشون الناس على الرغم من أن الله أحق أن يخشوه كما وصف ربنا عزوجل، فتجدهم يتجنبون المساس بقدسية الأماكن المقدسة عند المسلمين إلا بالسر والخفاء كمخططاتهم في الحفريات التي تجري أسفل المسجد الأقصى وتستهدف هدمه وقيام الهيكل المزعوم على أنقاضه كما يقولون، بل إنهم ينكرون ذلك ويتعذّرون بعدم ارتكابهم ذلك وتجدهم لا يجرؤون على الاعتداء على المصلّين أثناء صلاتهم ويكتفون بمضايقتهم والحيلولة دون أدائهم للصلاة كأن يسمحوا لمن جاوز الخمسين ونحوه ممن لا يُخشى منه أن يرتكب أفعالاً تستهدفهم، وقد فعلها الجنود السوريون من أتباع هذا النظام القمعي فقد منعوا الناس من الناس والتجمع في المساجد خشية أن يقولوا كلمة الحق من جديد، بل وفعلوا فعل اليهود في ذلك وسمحوا لكبار السن فقط بصلاة الجمعة وغيرها في بعض المساجد، بل قاموا بأبشع وأقبح من ذلك فقصفوا المساجد والمآذن واعتدوا على حرمة المساجد والمصلين وانتهكوا بيوت الله بالقتل والاعتقال والتعذيب والتدنيس، بل إنني عجبت من أمر هذا الجيش المجرم الذي يتفنن كل رجاله في تصوير مشاهد التعذيب والإهانة للناس فتجد الجنود يلتقطون بكاميرات هواتفهم قائدهم أو زوملائهم وهم يعذّبون الأبرياء والضحايا دون شفقة أو رحمة، فهل هذا جيش ينتمي إليه الشرفاء أم هم عصابة تجمع المرتزقة والرعاع والصعاليك ؟. ومن يشاهد جريمتهم البشعة التي قتلوا بموجبها شابة سورية في الثامنة عشر من عمرها عندما قطعوا رأسها ويديها وسلخوا جلدها إذعانا في عدوانهم وطلباً لرأس أخيها المطلوب لديهم، ليدرك أنهم وحوش ضارية لا تستحق البقاء على تلك الأرض المباركة. إن الغريب ليس في أفعال هؤلاء وجرائمهم الوحشية، فلقد شاهد العالم بأسره مدى الحيوانية التي يتعاملون بها مع بني آدم الذين كرّمهم الله على هذه الأرض، ولكننا نعجب من ردة أفعال العرب والمسلمين ممن يشاهدون هذه التصرفات ولا يتحرك قادتهم لفعل شيء يذكر بل ويتركونهم ليعانوا كل صنوف القهر والاستبداد تحت أنظار العالم بأسره، ليشاهد العالم مدى وحشية العرب والمسلمين ومدى عدوانيتهم وقسوتهم على بعضهم البعض، فمن يشاهد تلك اللقطات من غير العرب والمسلمين ، لن يقول إن هذه الفئة هم الذين يسمّون بالبعثيين أو العلويين أو أنصار إيران وأتباع الخميني كما يفهم حقيقتهم الانسان العاقل في العالم العربي والإسلامي، وإنما سيقول هؤلاء هم العرب والمسلمون الذين يعيشون كالحيوانات يحتقر بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا ويصادرون الحريّات ويقتلون الناس بغير حق، بل وقد ينسبوا تلك الأفعال إلى الإسلام وهو من تلك الأفعال بريء منها ومن أصحابها. وهاهو الوقت يمر كذلك مرور الكرام ويصبح برداً وسلاماً على وجه علي عبدالله صالح الذي احترق نتيجة تعرضه لعدوان من الثوّار في اليمن الحزين، ويرجع بعد أن ظننا أنه سيتوب وسيعرف بأن إرادة الشعب هي الأحق بالاتباع، فإذا به يرجع إلى تعنته وطغيانه ويعاود التمسك بالحكم على الرغم من جميع جرائمه وأفعاله في حق الشعب اليمني إلا أنه ظن أنه بشيء من الدعم الخارجي سيكون قادراً من جديد على قيادة هذه الجموع الغاضبة إلى مزيد من الفساد والاستعباد، ولكنه اختار أن لا يفهم الدرس الأول، فعليه أن يتحمّل تبعات الدرس الثاني والأخير فإن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. فمتى سيتوقف الظلم والطغيان في هذين البلدين وسط سكوت عربي معيب وصمت إسلامي غريب، أم أننا سننتظر حتى تتحول أنهار سوريا العذبة إلى أنهار من الدماء ونحن نتفرج .. وننتظر حتى تتحول جبال اليمن الشامخة إلى جبال من الجماجم ونحن نتفرج .. وحينها .. لن نذوق بعدها أبداً .. " لا بلح الشام ولا عنب اليمن" .