17 سبتمبر 2025
تسجيلتقترب الأيام شيئا فشيئا نحو حدث جوهري في حياة دولة قطر. انتخابات مجلس الشورى بصورته الجديدة. وبالرغم من أن هذا العرس مساحته الجغرافية هي أرض الوطن، إلا أن صداه العالمي يجعل المراقبين الدوليين على أهبة الاستعداد له لترقبه ومعرفة دلائله وكيفية سيره، وأصبح لزاما على المرشحين والناخبين حسن استغلال الموقف واستعمال الصلاحيات الدستورية لهم. كما أصبح لزاما أيضا على جميع مؤسسات المجتمع المدني الرقص على ألحان المشاركة الشعبية لدعم هذا الحدث وتفعيل نجاحه. طبيعة المجتمع القطري مترابط النسيج، ينتشر فيه شعور الأسرة الواحدة التي تعيش تحت ظل أب قائد يوجه. هذه السمة وحدها كافية لخلق الدافعية الذاتية للتسارع إلى صناديق الاقتراع، والتفاعل مع الحملات الاعلانية والتسويقية للمرشحين الذين يتنافسون بطريقة شريفة قائمة على قول شائع ( ولا يهونون باقي أخواني المرشحين ) و ( نتوكل على الله والتوفيق لي ولأخواني المرشحين ). مثل هذا الشعور لا يترك مدخلا لكي تكون الحرب خدعة هنا. كما أن الوعي الثقافي العالي لدى كافة فئات المجتمع تسهم في حسن الاختيار الذي يرتضونه في النهاية عند وضع علامة ( صح ) أمام اسم المرشح المطلوب. وتلعب مراقبة الله دورا كبيرا في أمانة القرار النهائي للناخب لأن ما يترتب على فوز أحد المرشحين من تبعات تهم الوطن والمواطن يسهم بها الناخب نفسه. وبهذا تبدأ مرحلة جديدة من مراحل الدعم الكبير للفائز من كل دائرة. هذا الدعم الذي يقدمه الأهل والأصدقاء والمعارف في الدائرة قد يكون معنويا على شكل دعوات أو عرض الخدمات أو الفزعة أيضا، أو قد يكون الدعم على شكل مقترحات وطنية عملية للمساهمة في ايصالها داخل المجلس والتشاور حولها. ان اهتمام القيادة في المشاركة الطوعية لجميع أفراد المجتمع في إدارة الشؤون المحلية هو قيمة مضافة تحسب لسمو الأمير كونه سمح سموه للمواطن بكل الفرص للتأثير على الصعيدين الاجتماعي والمهني والسياسي. هذه المبادرة بحد ذاتها تعكس روح التضامن وسيادة القانون والحق في الاختلاف. والمشاركة الشعبية في مجلس الشورى هي شكل من أشكال التفاعل يكون فيه للشعب سلطة التداول والمشاورة في اتخاذ قرار بشأن التشريعات والقوانين وتشمل أحجار الزاوية لـ: حرية التعبير، والشمولية والمساواة، والعضوية، والموافقة، والتصويت، والحق في الحياة، وحقوق الأقليات. كما جاء في تعريف ويكبيديا. ولقد تطور مفهوم الديمقراطية إلى حد كبير بمرور الوقت. فكان الشكل الأصلي للديمقراطية هو الديمقراطية المباشرة. ولكن الشكل الأكثر شيوعًا للديمقراطية اليوم هو الديمقراطية التمثيلية، حيث ينتخب الناس المرشحين ليمثلونهم كما هو الحال في ديمقراطية البرلمان أو مجلس الشورى. وتوجد عدة مبادئ للممارسة الديمقراطية منها: 1 - الانطلاق من القاعدة الى أعلى الهرم وليس العكس: أي أن الممارسة الديمقراطية تكون بين أفراد الشعب سواء في حياتهم العامة وفي تعليمهم وداخل الأسرة، مما يعكس ذلك كله على الحياة العامة في مجلس الشورى 2 ـ القرارات والمقترحات الصادرة من ممثلي الشعب يجب أن تكون ملحة تعكس بصورة واقعية اهتمامات الشعب نفسه وتطلعاتهم، وليس مفصولة عن تلك الحاجات. والقضايا التعليمية والصحية والاقتصادية وقضايا المرأة وشؤون الإعاقة والمسنين تعتبر ساخنة على طاولة الأعضاء القادمين 3 - تدرج التشريعات التنفيذية من المستوى المحلي مثل الدائرة نفسها ثم تنتقل الى المستوى الأكثر شمولية وهي الوطن: وهذا يعني أهمية تركيز الفائزين في الانتخابات التشريعية على دوائرهم وخدماتها بشكل مباشر مع الالتفات الى قضايا الشأن العام الوطني. 4 ـ تركيز ممثل الشعب على قضية جوهرية واحدة تكون هي همه الشاغل، ويمكن في حالات كثيرة توسم هذه القضية به. كأن يقال - على سبيل المثال- هذه المجموعة من الأعضاء هم نواب (ملف المسنين) مثلا أو نواب ( ملف القضية الإسكانية ) وهكذا. إن هذا التركيز في الموضوع يثمر بشكل أكبر ومدعوم بشكل أكثر إثراء وأعمق في الطرح والمطالبة والتفنيد. 5 ـ الحرص على صياغة المقترحات بطريقة قانونية محكمة كي لا يتم ردها أو تأجيلها للتعديل، بالرغم من قوة الموضوع وإلحاحه. فالعضو يجب أن (يلعبها صح) في إقناع بقية الأعضاء ورئاسة المجلس. 6 ـ التأكد من صلاحية التصويت على المقترح أو المشروع قبل طرحه، وهذا يتطلب حشدا في الجهود التنسيقية لتأييد هذا المقترح من قبل الأعضاء أنفسهم من خلال عدة وسائل مشروعة مثل الاجتماعات الثنائية أو اللقاءات في المجموعات الصغيرة. بحيث لا يتم الطرح العلني للمقترح إلا بعد ضمان الحد الأدنى من موافقة الحاضرين وقناعتهم بما يسهم في تمرير الموضوع. آخر المطاف: هل يستطيع الأخوة المرشحون اللعب على أوتار المشاركة الشعبية بطريقة احترافية تمكنهم من عرض رؤيتهم وتطلعاتهم لجمهور دائرتهم من الناخبين؟ هل يمكن لهؤلاء المرشحين أن يقنعوا ناخبيهم حتى ولو لم يكونوا من نفس قبيلتهم؟ الأيام القادمة ستكون ممتعة وتاريخية. همسة: الله لا يخليني منك. بوجودك معي الدنيا بخير. دمتم بود. [email protected]