31 أكتوبر 2025

تسجيل

وصايا العام الدراسي الجديد

29 أغسطس 2019

تستعد الكثير من الأسر هذه الأيام لاستقبال العام الدراسي الجديد؛ فتسود البيوتَ حالةٌ من القلق والتوتر في التجهيزات اللازمة للأبناء وزيادة العبء المادي على أولياء الأمور في هذه الفترة من العام، وكذلك الخوف الذي ينتاب الآباء والأمهات على مستقبل الأولاد في المراحل الجديدة المقبلين عليها، هذه الأمور سِمات واضحة لتلك الفترة المهمة من كل عام، لكن هناك الكثير من الأمور ينبغي أن تكون في حيِّز الأهمية لاستقبال الدراسة أكثر من الاستعداد بتوفير المستلزمات المدرسية من ملابس وكتب ودفاتر وغير ذلك. وهذه الأمور المهمة هي محور مقال اليوم، وددت التذكير بها في بداية العام الدراسي الجديد عسى أن ينتفع بها الجميع بإذن الله تعالى. وصايا لاستقبال الدراسة أسوق إليكم بعض الوصايا المهمة لاستقبال عام دراسي جديد: •الوصية الأولى تخص أولياء الأمور: الآباء والأمهات أصحاب الجهد الكبير والبذل والتضحية الدائمة المستمرة من أجل فلذات الأكباد، أوصيكم في هذه المرحلة المهمة بالاستعانة الكاملة بالله تعالى على كل هذه الأمور المادية والمعنوية، والتخلص من مشاعر الخوف والقلق على مستقبل الأبناء الدراسي لأن المستقبل يقينًا لا يعلمه إلا الله وحدَه؛ فلا ينبغي إعطاء الأمور أكثر مما تستحق، وشغل الفكر بشيء في علم الله سبحانه. وكذلك أوصيكم بكثرة الدعاء للأبناء بالصلاح والتوفيق في الدنيا والآخرة، وبث روح التفاؤل والثقة في أبنائكم، وعدم التركيز على السلبيات في الأعوام الماضية، وعدم التصريح لهم بالإخفاقات السابقة. يكفى التلميح لهم بضرورة التعلُّم من أخطائهم السابقة، ووضعها في عين الاعتبار في العام الجديد حتى نتفادى تكرار التعثر. أوصيكم بالحديث مع الأبناء عن أهمية العلم والدراسة ودورها الكبير في مسيرة الحياة بشكل عام؛ فيجب عليهم بذل الجهد اللازم لتحقيق النجاح والتفوق لأجل مكانة اجتماعية مرموقة وعمل مهم وخدمي لهم ولمجتمعهم، وليكون لهم شأن كبير لرفعة دينهم ووطنهم وأمتهم بإذن الله تعالى. •الوصية الثانية لأبنائي الطلبة والطالبات: أوصيكم بتقبُّل نصح الوالدين، والاستماع لوصاياهم المستمرة، والتعلم من خبرتهم وتجاربهم في الحياة، والطاعة لهم والبر بهم لأن بر والديكم هو مفتاح النجاح والتفوق في حياتكم كلها. وفى مرحلة الدراسة يبذل كل من الأب والأم جهدًا كبيرًا من أجلكم، من التفكير والقلق والتدبير والتجهيز اللازم لكل ما تحتاجون إليه، مُضحِّين براحتهم، مُؤجِّلين لاحتياجاتهم من أجل توفير احتياجاتكم أولا قبل أي شيء؛ فيجب وضع هذه التضحية الكبيرة منهم في مقدمة المحفزات لبذل الجهد في التحصيل الدراسي حتى نحقق حلمهم بنجاحكم ونسعدهم بعد تعبهم من أجل راحتكم. يجب عليكم أبنائي الأعزاء الاهتمام بصحبة الصالحين الذين يُضيفون لكم مزيدًا من الحماس ومواصلة الجهد والدراسة الجادة. وعليكم بالصحبة الصالحة التي تحثكم على كل خير وتحرص على مصلحتكم بعيدًا عن العبث والإهمال في الدراسة شأن صحبة الأشرار. يجب عليكم أن يكون سلوككم في المدرسة أو الجامعة انعكاسًا واضحًا لتربية والديكم الطيبة وأن تكونوا مثالًا للقدوة الطيبة في محيط دراستكم، ومثالًا مُشرِّفًا للطلاب المتميزين خُلُقًا وعِلمًا. •الوصية الثالثة للمعلم والمعلمة: هؤلاء الجنود البواسل الذين يقفون على ثغرٍ مهمٍّ من ثغور الأمة؛ فتربية النشء دور مهم يبني الأجيال التي تقود الأمة وتنهض بالمجتمع في المستقبل القادم، فهذه الرسالة العظيمة للمعلم والمعلمة تجعلنا نُكِن لهم فائق الاحترام والتقدير على مراعاتهم ومتابعتهم لتربية أبنائنا وتعليمهم، فَهُم بمثابة الوالدين، فالأب والأم مكانهما المنزل، والمعلم والمعلمة مكانهما المدرسة والجامعة، فالمسئولية مشتركة بينهما. فأوصيكم أيها الأفاضل ببذل قُصارى جهدكم في تنشئة الطلبة والطالبات على كل ما هو نافع وخير سواء تعديل السلوك والتعليم وبناء الشخصية القوية الناجحة. نعلم أن المهمة كبيرة، ولكن كل من يبذل جهدًا في عمله سيجني خيرًا بإذن الله، ويرى ثمرة تعبه مع طلابه فيأجره الله على ذلك، وتحمل له الأجيال بعد ذلك كل تقدير وعرفان بالجميل. أوصيكم بالتواصل المستمر مع أولياء الأمور وشرح كل ما يخص الأبناء من تعثر أو مشكلة دراسية أو سلوك أخلاقي في المدرسة حتى يسهل حلها والسيطرة عليها بالمتابعة من كلا الطرفين في المنزل والمدرسة. أوصيكم بأن تكونوا خير قدوة لأبنائنا في جميع الأمور. فالواضح أن الطالب والطالبة يقضي معظم وقته في الدراسة؛ فيقتبس من معلمه كافة التصرفات الإيجابية وكذلك السلبية. نأمل منكم الخير ونتوسَّم فيكم الصلاح ونرجو منكم أن تكونوا عونًا لنا على تربية أبنائنا بعد الله، وتعليمهم ومواصلة مسيرة الدراسة بتفوق ونجاح. •تمنياتي لأبنائي وبناتي بعامٍ مُوفَّق ومُميَّز لهم يحمل كل خير وبركة تتحقق فيه أهدافهم وأحلامهم . وأسأل الله تعالى أن يُعِين الآباء والأمهات ويكتب أجرهم على دورهم الكبير في العام الدراسي. وندعو الله تعالى أن يجزي المعلمين والمعلمات خير الجزاء، ويوفقهم في رسالتهم العظيمة.. اللهم آمين. [email protected]