11 سبتمبر 2025
تسجيلانتهت عطلة الطلاب والموظفين وبدأ افتتاح المدارس والجامعات والأجهزة الحكومية والعودة إلى العمل والدراسة من جديد، وتتفاوت رغبات الناس في اختيار نوع إجازاتهم والطريقة التي يقضون فيها الإجازة، بناء على قدراتهم وطموحاتهم، فاختلفوا في اختياراتهم بالكيفية التي يقضونها، فالبعض قضاها في رحاب الوطن الغالي، والآخر سافر إلى مناطق يشعر فيها بالجو أكثر برودة والبعض الآخر سافروا لإنجاز مهامهم التجارية أو العملية أو الدراسية والآخرون ذهبوا من أجل الاستشفاء والاستجمام بالخارج، ولطبيعة الاختلاف، أصبحت رحلاتهم مختلفة، والأهم من هذا كله، أن رحلات الصيف مضت على الكل، ولكن منهم من تثاقله وحزن فيه وآخرون سعدوا كثيرا فيه، حين أمضوا وقتا من الحرية والمرح والراحة، بعد عناء وتعب العمل والدراسة، ولكن أتساءل، لماذا الحزن ويكون الجواب الفراغ الذي وقعوا فيه في هذه الفترة من الزمن، وهنا أتعجب، لماذا يحزن الإنسان المسلم ويضع نفسه في فراغ، وكل عمل يقوم به المؤمن يكون في معية ربه وحفظه، فالسعادة نحن نصنعها بأنفسنا، بأعمالنا البسيطة، فكل عمل لوجه الله فيه سعادة لا توصف، فكل تهليلة وتحميدة وتسبيحة في الأرض ترد عليك بأفضل خير في الدنيا والمزيد من الحسنات في الآخرة، فعمل الدنيا يفنى بموتك أو قيام الساعة، أما العمل الأخروي فيبقى إلى قيام الساعة، فمجرد معرفتنا أن عملنا يبقى ذخرا لنا لحين قيام الساعة، فإنه أسعد ما يعيشه الإنسان ويفرح به، فتعاليم ديننا الإسلامي تجعلك أكثر سعادة وحيوية ونشاطا وانتظاما في حياتك، فالصلوات الخمس في أوقاتها والأدعية المأثورة من أذكار الصباح، والتي تبدأ من أذان الفجر إلى شروق الشمس وأذكار المساء وتبدأ من صلاة العصر إلى غروب الشمس وما يؤديه المؤمن من صلاة النوافل تقربا لله سبحانه وتعالى، ومنها صلاة الضحى وقيام الليل، فإن المؤمن يقضي يومه سعيداً بين صلاة وذكر وتهليل ودعاء، فقد كسب الأجر والثواب من الله لأدائه واجبه الديني من العبادات وأبعد عنه حسد الحاسدين وأصبح في صفاء تام للعقل والبدن والعاطفة لشعوره بالروحانيات، فهي علاج للنفس والقلب من كل مواقع وأزمات الحياة، فيتذوق حلاوة الصبر على الآلام ومصائب الدنيا من خلال أداء العبادات وتلاوة القرآن وذكر الأذكار والأدعية المأثورة في أوقات معينة منها الدخول والخروج من المنزل والمجلس والخلاء وعند النوم والاستيقاظ منه ودعاء لبس الملابس وخلعها، وفي أثناء النظر للمرآة وحين الشعور بالخوف وأثناء مواجهة الأعداء وقبل البدء بتناول الطعام والانتهاء منه وعند استصعاب أمر ما وعند الشعور بالضيق والتعب والهم ودعاء الاستخارة حين صعوبة الاختيار في أمر ما كلها أدعية يقولها المؤمن فيعيش حياته كلها مع الله وهي تنبيه للمؤمن أن الله سبحانه وتعالى معه، فليس وحيدا في هذه الدنيا، وبدعائه بهذه الأدعية تسهل عليه أموره ودربه بكل ما هو خير في الدنيا والآخرة. وأخيرا:- دمتم في حفظ الله ورعايته، ودعائي لكم أن يجعل أيامكم سعيدة بذكره سبحانه وتعالى ورزقكم التوفيق والنجاح لما هو خير وسداد وأبعد عنكم كل أذى وحسد وضيق وحزن وأبدله لكم بالسعادة في الداريين وأن يعمكم الخير والأمن والأمان في حلكم وترحالكم.