10 سبتمبر 2025

تسجيل

"حرمون".. القوة الناعمة الجديدة

29 يوليو 2016

تعتبر "القوة الناعمة" للدول من الأدوات المهمة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لأي دولة من الدول، وهي تتركز، بشكل رئيسي، في الجانب الفكري والبحثي الذي يرفد صانع القرار بما يحتاجه من معلومات وأبحاث وتحليلات واستطلاعات وغيرها. من هذا المنطلق يأتي تأسيس "مركز حرمون للدراسات المعاصرة" في الدوحة بوصفه مؤسّسة بحثية وثقافية وإعلامية مستقلة، غير ربحية تُعنى بشكل رئيس بإنتاج الدراسات والبحوث المتعلقة بالمنطقة العربية، خصوصًا الواقع السوري، وتهتم بالتنمية الثقافية والتطوير الإعلامي وتعزيز أداء المجتمع المدني، ونشر الوعي الديمقراطي وتعميم قيم الحوار واحترام حقوق الإنسان"، وهي أهداف نحتاجها بقوة في العالم العربي حاليا، يضاف إليها بالطبع "تقديم الاستشارات والتدريب في الميادين السياسية والإعلامية للجهات التي تحتاج إليها في المجتمع السوري انطلاقًا من الهوية الوطنية السورية".وكما ورد في تعريف المؤسسين فإن هذا المركز يعمل لتحقيق أهدافه من خلال مجموعة من الوحدات التخصّصية (وحدة دراسة السياسات، وحدة البحوث الاجتماعية، وحدة مراجعات الكتب، وحدة الترجمة والتعريب، وحدة المقاربات القانونية)، وعددٍ من برامج العمل (برنامج الاستشارات والمبادرات السياسية، برنامج الخدمات والحملات الإعلامية وصناعة الرأي العام، برنامج دعم الحوار والتنمية الثقافية والمدنية، برنامج مستقبل سورية)، ويعتمد المركز آليات متعدِّدة في إنجاز برامجه، كالمحاضرات وورش العمل والندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية والنشر الورقي والإلكتروني. المقر الرئيسي لمركز حرمون للدراسات المعاصرة سيكون في دمشق، كما جاء في النظام الأساسي، لكن بحكم الأوضاع التي تمر فيها سورية، يُؤسّس لمركز حرمون للدراسات المعاصرة عدة فروع مؤقّتة في أماكن مختلفة خارج سورية. أحدها في الدوحة والثاني في تركيا إضافة إلى مكتب في ألمانيا، وأن فرع الدوحة يؤسس استنادًا إلى أحكام قانون التجارة القطري.يتبنى القائمون على المركز جملة البرامج الطموحة التي تهدف، إلى تقديم مقترحات وتوصيات للقوى والجهات السياسية السورية في مختلف جوانب عملها، وصوغ إعلام سياسي مبني على معلومات يتم توظيفها وفقًا لأسس إعلامية علمية، من أجل إيصال الرسائل المطلوبة وإحداث التأثير اللازم لدى الشريحة المستهدفة. وتقديم تحليلات وتقارير إعلامية احترافية لوسائط الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي حول الوضع السوري بجوانبه وارتباطاته كافة، الإقليمية والعربية والدولية. ودعم الحوار والتنمية الثقافية والمدنية حول قضايا سوريا الحالية والمستقبلة، وبناء قاعدة بيانات خاصة بالخبراء السوريين الوطنيين في جميع المجالات من أجل العمل في أجهزة ومؤسسات الدولة المستقبلية، وتقديم دراسات وبرامج عمل ممكنة التطبيق حول المشكلات الاجتماعية والسياسية التي ستواجهها سورية خلال الفترة الانتقالية وبعدها، ووضع أسس لمعالجتها بما يساعد على إعادة بناء سورية، وتقديم دراسات لإعادة إطلاق الاقتصاد السوري وإعادة إعمار سورية".لا شك أن تأسيس "مركز حرمون للدراسات المعاصرة" في الدوحة يعد مكسبا كبيرا للبحث العلمي العقلاني والحداثي، ويعد إضافة نوعية للمراكز البحثية في قطر بما يسهم بتقديم دراسات وأبحاث وأفكار تبين الخط الأبيض من الأسود، وتعطي الفاعلين على الساحة السورية قدرة على اتخاذ قرارات سليمة في مواجهة عالم لا يرحم من لا يمتلك المعلومة المناسبة في وقتها.