16 سبتمبر 2025

تسجيل

الدولار والبرغوث!

29 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الدور الرئيسي للإعلام هو "نقل المعلومة"، لكن من قال إن هذه المعلومة صحيحة بالضرورة؟ إذا كان "التنوير" هو الوظيفة التي يفخر بها الإعلام، فإن "التضليل" هو الدور الأساسي لما يمكن أن نسميه "الإعلام الأسود". وقد أحصى الباحثون نحو 30 نوعا من أنواع التضليل الإعلامي، منها التعتيم على الحقائق، وترويج الأوهام بدلا منها. تقول النكتة إن مدعيا أراد أن ينسب نفسه للعلماء، فجاء ببرغوث ووضعه أمامه وقال له: "اقفز" فقفز، فكتب في دفتره: "يستجيب للأوامر". ثم قطع أرجله وقال له: "اقفز" فلم يقفز، وحين كرر الأمر مرات ولم يستجب له البرغوث المسكين كتب: "أثر قطع أرجله على قواه السمعية"! البرغوث مبتور الأرجل لا يمكنه السير ناهيك عن القفز، وليس للأمر أي دخل بقواه السمعية، وكذلك الجنيه المصري، لا يمكنه إلا مواصلة الانخفاض أمام الدولار (وهو ما يقوم به فعلا منذ صك أول جنيه مصري في 1836 وإصدار أول جنيه ورقي في 1899 وإلى اليوم). وليس للأمر أي صلة لا بالمؤامرات ولا بتلاعب التجار ومضارباتهم، التي يمكن أن تؤثر على سعر الصرف في حدود جزء أو أجزاء من الألف بحد أقصى، وليس بنسبة تتجاوز الربع، ويزول تأثيرها بعد شهور على الأكثر، أما أن يستمر التأثير 180 سنة (هي عمر الانخفاض المستمر للجنيه أمام الدولار) فهذا هو المستحيل بعينه.الحقيقة أن البرغوث عاجز عن القفز بسبب بتر أرجله، وأن سعر صرف الجنيه ينخفض بقدر انخفاض الناتج الإجمالي المصري، وهو ناتج يواصل –إجمالا- الانخفاض منذ عرفت مصر حكم العسكر قبل قرنين من الزمان (1821م) ليس لعجز العسكر عن إدارة دولاب الإنتاج فحسب، ولكن في المقام الأول لأن تثبيط الإنتاج من مرتكزات الاستبداد، فالقاعدة هي أن الشعب يشارك في القرار بقدر مشاركته في الإنتاج، لهذا يحتكر العسكر أدوات الإنتاج، مرة ليستأثروا بعائدها، ومرات ليحولوا بين الشعب وبين المشاركة في الحكم.هذا هو الأمر ببساطة، أما الحديث عن المؤامرات فتضليل إعلامي يصل إلى حد الاستغفال الجماعي. وهل هناك استغفال أكثر من نشر أخبار عن "ضبط" ملايين الدولارات في شركات الصرافة، ومصادرتها؟ كأن وجود الدولارات في شركات الصرافة جريمة، والمتاجرة فيها أمر يدعو للتساؤل، أو كأن هذه الشركات، التي لا عمل لها إلا التجارة المشروعة في العملة، عليها أن تتفرغ للمتاجرة في "كفتة اللواء عبد العاطي لعلاج الإيدز" وإجراء الأبحاث لكشف سر توقف البرغوث عن القفز!